الأربعاء، 29 أبريل 2020

.................
 جواد واعظ
.......

لا يتوفر وصف للصورة.

* رسائل ذاكرة مهجورة ..مجموعة .. يوميات عاشق متقاعد *
( بقلم .. جواد واعظ )
من يا ترى .. !!! .. أخفى رسائلي عنك .. ؟؟
أنت .. أم أنا .. أم ساعي البربد .. أم الزمن .. أم المكان ..
من يا ترى .. !! .. وأنت .. ضيف وحدة ليلي ..
بتلك الوحدة .. الجميع ينظر الي .. وانظر اليهم ..
لكني كنت وحيدة .. استضيف ذاكرتي المهترءة ..
تلك الذاكرة .. كانت تقتحم سلوتي .. لثواني ..
تنثر مئات الصور .. بفضاء غرفتي .. وتضع على وسادتي ..
بعضا من لقاءاتنا القديمة .. وتغادر ..
حينها .. كنت منهكة .. ارغب بالنوم العميق .. لدرجة الثبات ..
لكن ذاكرتي .. كانت تقلق نومي .. فتجعلني أستفيق ..
وانهض الى جوارير مقتنياتي .. اخرج ..ورقة وقلم ..
لأسطر لك .. ما يشغلني .. وينسيني .. بعضا من أنين ..
وحسرة سنين .. مضت مسرعة .. دون أن أدري ..
كتبت لك وكتبت وأسهبت .. شيئا ما تغلغل بين دموع عيوني
كغشاوة .. غطت كتابتي .. فلم اعد اميز .. بين الحروف ..
ذهبت الى خزانتي .. ووضعت رسالتي .. وانا احدث نفسي ..
غدا .. منذ الصباح .. سارسلها لك .. .. ..
كانت الذاكرة .. .. تستضيف .. ذاكرتي ..
عندما دخلت خيوط الشمس الى غرفتي .. لتطوي وحدة ليلتي
التي مسحت منها كل الصور .. ولم يبق .. سوى صورك ..
وأماكن تلاقينا .. وقليلا من زمان ..
ولمسة اناملك الحائرة .. التي داعبت جسدي.. واحتوتني ..
كنت .. أضعف امامها ..
وظهرا .. لست أدري .. هل كان هاربا أم آتيا .. من غربة عمر ..
كل ما بقي مني .. هو .. انت .. وقصاصات احلام ..
لصقتها .. على جدران صمتي .. ولقاءات سرية للغاية ..
أخبأتها .. في مكان ما .. داخل نبض القلب ..
وبعضا من رائحة عطرك .. التي كنت أحتفظ بزجاجتها ..
أتنسم منها .. كلما هاجت روحي .. لرؤياك ..
في الصباح .. .. .. فتحت خزانتي .. واخذت الرسالة ..
وهممت بالذهاب الى صندوق البريد .. كنت فرحة .. سعيدة ..
لأني سأرسلها لك .. وعندما وصلت .. شعرت بأن كل شيء قد تغير .. ضمن هذا الجرف من التطور التكنولوجي ..
لم يبق شيئا .. اسمه صندوق البريد .. ذات اللون الأحمر ..
ولا ساعي البريد .. بلباسه الرمادي .. ولا الزمان .. ولا المكان ..
لم يبق .. سوى ذاكرة ممتلئة .. تنبض .. وتنبض بمئات من
رسائل الشغف والعشق .. تتناثر هنا وهناك ..
بين تلك الافئدة .. التي تشبه فؤادي ..
رجعت الى خزانتي فوضعت الرسالة مع الرسائل القديمة ...
لتبقى محفوظة ومكدسة بالذاكرة .. وكان يكفيني حينها ..
انك ستكون زائري .. في ليلة عشق .. اقرأ رسائلي لك ..
وانت .. تمارس تراتيل الهوى ..
ومع الخيوط الأولى لشروق الشمس .. وقبل ان تغادر ..
تغطي جسدي .. بأوراق شجر الخريف ..
كي لا يراني أحد .. وانا اكتب لك رسالة اخرى ..
ادعوك فيها .. لزيارة وحدتي .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق