الأربعاء، 29 أبريل 2020

...............
...............
لا يتوفر وصف للصورة.


في طفولتنا كنا نمنع من الصوم بحجة أننا صغارا وأجسامنا هزيلة لا تستحمل مشقة الصوم ، لكننا كنا لا نحرم من وجبة السحور مع العائلة ، رغم أنني كنت أنام باكرا إلا أن جلبة القيام وقت السحور كانت توقظني من سباتي ومن أحلامي الصغيرة ، في الصباح كنت أرفض تناول وجبة الفطور بحجة أنني مازلت شبعانة من طعام السحور ، لكن الغرض الأساسي هو الذهاب صائمة إلى المدرسة لأتباهى بين صديقاتي بأني صائمة ، كنا أنا وصديقاتي نسأل بعضنا البعض من الصائم ؟ كنت أزهو بصيامي المؤقت بين زميلاتي وأنا متأكدة أنه سينتهي عند الزوال بمجرد وصولي من المدسة إلى البيت ، أجد أمي قد هيأت لنا المائدة أنا وإخوتي الأصغر مني ، لتناول الغذاء .
بعد ذلك أعود إلى المدرسة وأنا أتهرب من سؤال صديقاتي ..هل أحسست بالعطش يا حبيبة ؟ هل أحسست بالجوع ؟ ....بالطبع لا أرد ، كان حماسي في اللعب والركض في ساحة المدرسة يفضح أنني لست صائمة بعكس صديقاتي اللواتي كن يسمحن لهن والديهن بالصيام ، فقد كانت علامات التعب والإرهاق بادية على محياهن .
مع غروب الشمس كنا ننضم إلى مائدة الإفطار نشاطر أهلنا وكأننا صيام .
هكذا كانت أيام رمضان المبارك ، أيام البراءة والسذاجة والتباهي بصيام لم يكتمل يوما في أيامه الثلاثين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق