...............
حسام صايل عوض البزور.
................
قصيدة: أمّي..أجيبي !!.
عشية الذكرى الخامسة عشرة لرحيل والدتي الغالية...التي لم تكمل السابعة والخمسين من عمرها، عندما تعرضت لجلطة دماغية قاتلة صبيحة الأربعاء 2 ذي القعدة 1427 ه.
الموافق ل 22 تشرين الثاني 2006 م.
مكثتْ على إثرها أسبوعا كاملا في مستشفى جنين الحكومي
وهي في غيبوبة...وموت سريري إلى أن جاء أمر الله..وحانت
المنية صبيحة الأربعاء 9 ذي القعدة 1427 ه....الموافق 29 تشرين الثاني 2006 م.
كانت أياما ثقيلة وعصيبة..لا يعلم قسوتها إلا الله تعالى، ومن جرب فقدان أعزائه.
مرت الأيام وكنت أكتب مطلع القصيدة ثم ألغيه..لأني لا أراه لائقا بالموقف..إلى أن مضت أشهر واستقر الرأي على هذه الأبيات التي لا أراها تفي بحق أمي ومكانتها..
ماتت ولم تر بحبوحة العيش..ماتت ولم تأخذ منا.. بل كانت تتفضل علينا...قضت السنوات الطوال تكافح من أجل تعليمنا
وتحسين وضع الأسرة.
رحلت من دون سابق إنذار بعد قضاء أسابيع من قطف الزيتون..ويدها مع أيدينا في الكدّ والتعب ...
كنت أسمعها تدعو: اللهم امتني وغبار الأرض على ثيابي..بمعنى دون عجز وشيخوخة..رحلت عن سبع وخمسين سنةً....في شبابها ..وقبل جني ثمار تعبها...قبل أن نستطيع مكافأتها ولو بعبارة ارتاحي وعلينا واجبك يا غالية...
أمّي...أجيبي
فُجِعَ الفُؤادُ........وهاجَني.........استِعبارُ
أُمّاهُ......بعدَكِ........ليس لي......... زُوّارُ
أُمّاهُ.........بعدَكِ.........أقفَرَتْ........أيامُنا
أوّاهُ.............بل والدارُ...........والأوطارُ
يا وحشَةَ الدار ِ ....... التي .....خلَّفتِها
يا طولَ ما.......... تبكيكِ هذي ....الدّارُ
أمّاهُ ...........كنتِ ...ملاذَ كلّ...... مُلِمَّةٍ
نأوي إليك ِ............وكلّما .........نحتار ُ
واللهِ........ لو........... خُيّرتُ فيك ِفداءً
لو نصف َ .........عُمري.......إنني مُختارُ
أمّي.....رَحَلْتِ ......كزهرةٍ............نُزِعتْ
قبلَ الأوان ِ..........تُعاجلُ .........الأقدار ُ
قبل الأوان............ودونَ ........ تَوطِئةٍ
ما تمّ........... فيك ِ البدرُ ....... والإزهارُ
أمّاه ُ...............قد أعطيتِنا لم ....تأخُذي
فارَقْتِ................ إذ ْ لم يُطلَبِ.... الإثمارُ
* * * * *
أُمّي ......هتَفتُ......فَعادَني رجعُ الصدى
هلّا أجبتِ ......أمِ انقضى........ المشوار ُ
أُمّي ...........أجيبي قد كفاكِ ........نوَىً
هذا النّوى ........أُمّاهُ لي ............ضَرّارُ
أشتاقُ .........حِضنكِ فيهِ.......آه ٍ أرتمي
أشتاقُ .........لثمَ يديكِ .......شوقِيَ نارُ
آهٍ .............على تَربيتَةٍ ...........أو قُبلَةٍ
قد كنتُ...........أحظى.........نفحُها مِعطار ُ
أتَعُودُ .........يا أمي..؟.............ولو بفِداءٍ
عمري لها.............لو أمكنَ.........الإحضارُ
* * * * *
طابونُ أمي...........باتَ................يندُبُها
أين الرغيفُ..........؟...وأينَهُ.... المِقحَارُ؟
واهاً ....لدِمنةِ نارِها....... واهاً...........لها
كلُّ الذي من........ بعدها...............تَذكار ُ
أحطابُها.............أثوابُها.............طابونُها
حتى الثّرى............ذكرىً لها........أحجارُ
أين ............الحنانُ؟..........وأين منبعُهُ؟
أمّاهُ..............بعدكِ خِصبُنا........... الإقفارُ
مهما كتبت ُ......وقلتُ أعجز ُأن ......أفِي
ليسَتْ تُحيطُ..........بحقّكِ..........الأشعارُ
ثمانية عشر بيتا...البحر الكامل...رابا
حسام صايل عوض البزور.
رابا / جنين / فلسطين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق