...................
خالد الجلاصي
.............
قصيد "فِي أَخْتَامِ مَا دَارَ"
لَامُوا عَلَيْنَا مَقَاصِدَ الوَرَى الرُّسُلُ
وَ الأَسْدُ فِينَا اللَّيلَ صَارَ يَنْتَعِلُ
كَمَنْ هَوَى غَيْرَ مَا قُلْنَا وَ مَا رَافَقَ
ظَاهِرَ جَمْعِ النَّوَى فِي الخَطْبِ يَنْتَحِلُ
إِذْ أَظْمَرَتْ نَفْسٌ دُونَ الرُّؤَى وَ الخُطَى
ثَابَتْ بِمَا كَفَّتْ مَسَافَ مَنْ تَصِلُ
حَتَّى النَّوَاقِيسُ دَلَّتْ قَلْبَ مَنْ يَشْقَى
فِي القُرْبِ مَا دَانُوا فِي بُعْدِهِ الأُوَلُ
وَ الرُّشْدُ مَحْمُودُ مَا طَالَتْ خَوَاطِرُنَا
إِذْ وَافَقَ العَيْنُ مَا خِلْنَاهُ مُحْتَمَلُ
فِي مَا غَوَتْ حَوْبَاءَ المَرْئِ فِي عَيْشِ
مَنْ نَاوَلَتْهُ اللَّيَالِي كَاْسَ مَنْ خُذِلُوا
لَكِنَّ فِي حَوْلِ مَنْ آمَنَ بِالصَّبْرِ
أَيَّامُ قَدْ صَادَنَا فِي مُرِّهَا العَجَلُ
وَ الرُّوحُ أَعْشَتْهَا الجِرَاحُ فِي مَتْنِ
مَنْ زَايَدُوا فِي قَيْصِ السِّنِّ مَا وَجَلُوا
أَنَّ نَوَازِلَ دَهْرٍ لَوْ خَفَى مَيْلُهُ
مَا ظَلَّ فِي دُورِهِمْ قَصْدُهُ الكَلَلُ
إِذْ أَبْلَغَتْ فِي السَّحَابِ وَجْهَ مَنْ حَادَ
فِي جَوْدِهَا المِعْطَاءُ لَوْنَهَا الحُلَلُ
دُنْيَاكُمُ الرَنَّانُ صَوْتُهَا لَوْ عَلَا
خِفْتُمْ صَفِيرَ المَوْتِ لَوْ نَوَى الأَجَلُ
وَ لَمْ يَكُنْ فِي المَرَايَا غَيْرَ مَا خِرْتُمْ
إِفْصَاحَهُ وَ مَا غَيَّبَتِ المُقَلُ
فَالطِّيبُ فِي حَرْثِهَا بَاحَتْ بِمَا زَلَّتْ
أَقْدَامُ فِي رِحْلَاتِ القَوْمِ إِذْ نَزَلُوا
تَدُلُّهُمْ رِيحٌ إِذَا عَوَتْ قَالُوا
ذِئْبٌ يُنَازِعُ ضَيَّ النَّجْمِ مَا عَقَلُوا
فِي عَزْفِهَا رَقْمٌ قَدْ بَيَّنَ مَرْمَاهُمْ
وَ الرَدُّ فِي الدُّورِ حُسْنُ مَا رَوَتْ قُلَلُ
فَالرَّاحُ مَا زَادَهَا فِي الثَّوْبِ رَقْرَاقُ
إِلَّا مَحَاسِنُ مَنْ تَرْقَى بِهَا النُّزُلُ
وَ التِّيهُ فِي العَيْنِ مَا حَلَّتْ بِنَا سَاعَةُ
ثَمْلَانِ بِالقَهْوَةِ مَا طَالَهُ الخَجَلُ
حَتَّى نَوَى الدَّارَ فِي أَهْلِهِ إِذْ عَلَّ
مِنْ رَوْحِ مَا قَلَّ الأَحْبَابَ إِذْ سُئِلُوا
أَكَانَ فِي القَلْبِ مَا سَاقَتْ بِهِ الوَعْدَ
فِي حِلِّهَا الأَيَّامُ مِنْ ثَوْبِ مَنْ ثَقَلُوا
وَجْهًا لِيُسْرِ العَيْشِ كَانَ مَا طَابَ
لَوْ تُنْشَدُ الطُّورُ فِي مَرَاحِهَا الإِبِلُ
لَكِنَّ مَا غَابَ لِلشَّاقِي طَوَافُ الغَوَى
فِي مُسْنَمِ الغَدْرِ حِينَ خُيِّلَ الجَبَلُ
وَ الرَّاحُ مَرْمَى السَّقِيمِ صَحْبُهُ الدَّالُ
لَوْ رَاقَ خِلْنَا الدَّمَّامَ أَصْلَ مَا وَصَلُوا
حَتَّى عَرَفْنَا فِي أَخْتَامِ مَا دَارَ
صَعْبَ الثُّوَى عِنْدَمَا نَمَتْ بِهِ النُّجُلُ
مَا زَانَ طِيبَ الفَتَى عُمْرًا وَ مَا خَلَّى
لِلْوِدِّ فِينَا مَا حَلَّى لَنَا الأَسَلُ
وَ غَابَ فِي رِسْلِ مَا جَادَتْ بِصَحْوِ النُّهَى
أَحْلَامُ مَنْ أَضْحَتْ تَمُدُّهَا الكُلَلُ
فَمَا وَقَفْنَا كَالرِّقَالِ فِي سَيْرِهِ
إِلَّا لِتَعْظِيمِ مَنْ وَدَّعَ مُنْتَقِلُ
بِالرَّكْبِ لَا يَهْجُو مَنْ ظَنَّ فِي الكَأْسِ
مَسْعَاهُ لَوْ مَاثَلَ بَدْرًا لَمُكْتَمِلُ
وَ مَا كَفَى بَابًا لِلْلَهْوِ يَبَقَى الهُدَى
فِي غَيْرِهِ الوَاسِي لَوْ رَادَ مُمْتَثِلُ
إِذْ بَيْنَ مَا سِيقَ فِي خُطُوبِ مَنْ قَامُوا
وَ مَنْ نَوَى الجِدَّ بَحْرٌ صَارَ مُعْتَدِلُ
فِي مَدِّهِ الصَّعْبُ مُرُّ مَا تَرَامَى بِنَا
وَ جَزْرُهُ المُنْجِي زُعَاقُهُ العَسَلُ
فَلَا يُنَابُ الرَّوَى إِلَّا لِمَنْ أَرْضَى
بِوَجْدِهَا قَلْبًا قَدْ جَلَّهُ الرَّجُلُ
د. خالد الجلاصي
23:13
29/11/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق