الاثنين، 29 نوفمبر 2021

 ................

محمد صلاح حمزة

..............



رباعيات الخيام
( محاكآة ) بقلمي ...
يا غافي الليل ألا ذقت حلوَ السهر
وصفاء الكونِ فى غفلة البشر
وصوتا ينادي هيا أغنموا هذا الصفا
قبل أن يلوك العمر فكُ القدر

اليوم تطيبُ الحياه فأنعم بكأسِ
الهنا ولا تقل لليل ألا انجلي
فغدِ فى ركب الغيبِ مبهم
فلا تشغل الفكر بشرِ المقبلِ

و كم سمعتُ بليلي صوتاً مُهاب
أفق فلا غلبَ النومُ عزم الشباب
أفق فإن النوم رفيقُ الردي
وكلُ سيشرب من كأسِ التراب

إن تُقتلع البهجةُ من جذرها
ويجفُ غصن كان ندي بفرعتي
فدع الندامةَ على ما مضى
ودع البُشر يسري في مهجتي

جئتُ في الدنيا وما خُيرتُ فيها
وحيرتُ بين الجَبر وفرط التمني
ولبستُ أثواباً فيها لم أشتريها
و غداً سوف أفض الثوبَ عني

خُذ الياس لكَ ســتراً لتأمن
ولا تُكثر الأماني فيها وتأمل
ومن كأسِ الرجاءِ لا تنهل
فغداً يأتيكَ اليقين المُعجل

أفق رفيق الدربِ و شد الوتر
هيا خذ القوافي وناجي السمر
فلا ضمن البقاء من نام الدهر
ولا قصر عمر من طال السهر

إشرب فغداً يأتي التراب المهيل
وتلوح في الأفقِ علاماتُ الرحيل
وينفضُ عنكَ كل مؤنسِ وخليل
فما عاد لكَ فيها كثير أو قليل

لقد أدمى الهم قلبي الجريح
فأين شريك الدرب رفيق الروح
مشرقُ الطلعة والوجه الصبوح
يجففُ الدمع ويطيب الجروح

ومجلس أنت فيه للقلب مستطاب
وحكم أرتضيه إذا إستل العتاب
فمرحاكِ يا عُتبى من فمِ الأحباب
ومن توءم الروح و الثنايا العذاب

أجيبي يا نفسُ لما ألفتي الكدر
وقتلتي الأماني بسيفِ الحذر
إن أكثرتي من الذنوب تدللاً
فتوبي عسي ذنبكِ اليوم يُغتفر

يا ظالم النفس لا تدعي البراء
وانتظر يوماً يأتيك حُكم القضاء
فلا منجى لكَ ولا مهرب والكل
سواء وكل طريق تسلكه هباء

أحسن إلى غريب طالما وفى
فلا خير فى قريب لا يفي
ولا طاب زُلال بغير شفى
وخذ السم ترياق لو تشتفي

عف البُغض وأحسن إلى الأعداء
واذرع الحب فملءُ القلوبِ صفاء
وأغفر فإن السماحةَ سَمتُ النقاء
ولين الطبع فضيلة تمحو العداء

إن عُفيت من خمر لا تكن مفاخراً
ودعني وربي فإنهُ بقلبي عليم
وعسى لي توبة منها عن قريب
وندم من إثم وربي غفور رحيم

أشقيتني يا قلب بعشق الشراب
وعقلُ غائبُ ومهجة كعود الثقاب
ودنيا خيال عشها كما تهوي
ونل حظك منها قبل فوت الشباب

وأنعم بروضِ وارف غدق الشجر
وذق الشهد من حُلو الثمر
وأنعم بذاك اليوم فإن رحل
فلا جادت به الدنيا ولا من القدر

وإن زان العُشب أحواف الغدير
ولبس أديم الأرض ثوباّ نضير
فأرفق بظهر الورد عند المسير
فلا أظنهُ إلا سُقيَ حبيب طرير
محمد صلاح حمزة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق