الأحد، 28 نوفمبر 2021

 ................

                                                         

                                                             Abdelaziz Elhassani


....................




..... ضعف الطالب والمطلوب ....
وأنا أسر في طريقي أبصرت الجهل يمشي مسرعا فتعقبته بعدما غيرت وجهتي . فادا به يصل إلى ضريح أحد الأولياء .فاستقبلته مجموعة من الأشخاص يسلمون عليه ومنهم من يعانقه ويقبل رأسه.
دخل وسط الزحام عني .. وكأني كدت أن افتقده لولا اني تقدمت إلى الأمام أكثر. كان المنظر غريبا وكنت اسمع .
( شايلاه امول القبة خضرا ...جيتك بالحضرة ..جيتك طالب راغب ..قضية لي حاجتي ) ( التسليم ...جيتكس قاصدك بالنية ..إلى ما حنان علي ...اوبغيت حاجتي تكون مقضية ) ( امالين لمكان .. جيتك براسي عريان ..راني مريض اسيادي.. مقطع اوحفيان ) (وفينكم الصالحين .. خليوني نجدب ..ولي شاف ما يتعجب )
وكنت اسمع أصوات غريبة تنبعث من الداخل . امتزج فيها العويل بالصياح .. والكلام المحظور بالمباح ...
وكان الجهل لا زال ينتقل من مكان إلى آخر. . يعلن سيادته المطلقة على المكان .. والوجوه ملامحها شاردة .. نظرة مترقبة .. تبغي الخلاص .. تستنجد بالهراء .. ترمي اثقالها في الظلماء .. تناشد المكان .. الدي لا يملك عنوان ..
ولحظة توقف في ساحة أشبه بمجزرة . تدبح القرابين بلون اسود . اختلط بحمرة الدم .تخللتها المكان رائحة تكاد تشبه رائحة الجيفة ..
والمشرفون على الدبح يتمتمون بكلمات خفيات . عيونهم على أيادي تمتد إليهم لتتصدق عليهم بمال يخفونه بسرعةوكانهم يخشون عليه من نعمة المكان ..وحاىط أسود مبلل بدموع الشموع ...
نساء وبنات في مقتبل العمر تجلس أمام عرافات تمسكن بأيديهم وتقران في جوفهن . والكل في خشوع ..ضعف الطالب والمطلوب .. وغاب الصاحب والمحبوب ..
ترقبت الجهل إلى أن وصل إلى مكان ظننته حماما . فادا به بيت كأنه مهجور يدخله شخص تلو الآخر منفردا . وعندما يخرج منه يدير ظهره إلى شجرة التين ويلقي بشيء يحمله خلفه ..فاقتربت بعض الخطوات فادا بهم يرمون بملابسهم الداخلية ويزعمون انهم يرمون (التابعة ) ..
أبصرت على شجرة التين الف تبان .. بالدليل والبرهان .. تزخرف بألوانها المشوه المكان ..
بعدما اغتسل الجهل توجه وتوجهت خلفه إلى ساحة كبيرة واجتمع حوله مجموعة من الأشخاص رجال ونساء وكأنهم مجردين من العقل . لحظة دخل إلى خيمة ..ما هي بخيمة الشعراء ..وخرج مسرعا .. مهرولا يحمل بين يديه جدي اسود ورفعه فوق رأسه فترامت الأيادي للجدي المسكين . إنهم يقطعونه أربا اربا وياكلون لحمه حيا .
أصابني الرعب لهول ما رايت ..
وقلت أي نوع من البشر .. وقد حل بهم الجهل وحضر ..وقل إيمانهم وبعضهم قد كفر ..
فتركت المكان بمن فيه .. داعيا الله أن يشفيه ..
( الحساني )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق