الاثنين، 29 نوفمبر 2021

 ..................

"محمد محمود عبد الدايم"

..................



النفس البشريه:
نحن جميعا متشابهين فى الشكل مختلفين فى الطباع ومهما كانت علاقاتنا واسعه لا يمكن أن نكون على درايه كامله بكل الطباع
فنجد صباح سويه و طباع مريضه ومن الأمراض التى تعيق البشر البخل ،وفى الأدب العربى نجد معالجه لهذه الأفه النفسيه بصوره شيقه تنقل لنا صوره فكاهيه
تنفرنا من البخيل وتعطينا صوره مجسمه العقول البخلاء .ومن أشهر ماكتب عن البخلاء كتاب الجاحظ انه متعه ،نقتبس
منه هذه القصه لأحد البخلاء كيف يفكر
ونذهب سويا بين صفحات البخلاء وهذه القصه:
كان في من أعرف من الناس ، رجل لا يعرف الناس أبخل منه . كان هذا الرجل إذا اشتهت نفسه الشيء مما تشتهيه الأنفس من طيبات المأكل والملبس ، أخرج القرش من كيسه ، فنظر إليه نظرة العاشق المدنف إلى معشوقته ، ثم رده إلى الكيس وقال : هذا القرش ، لو أضيف إليه تسعة وتسعون مثله ، لصار جنيها ، والجنيه بعد الجنيه يجلب الثروة العريضة ، ويجمع المال الخير .
وهبْني تهاونت بإنفاقه اليوم ، وسمحت نفسي به ، فلا آمن أن تسخو بغيره غدا ؛ فإنما القروش كلها واحدة في القيمة ، وليس بقرش أغلى من قرش ، والشهوات حاضرة في كل وقت .
فكأنني اليوم بإنفاقي هذا القرش ، أنفقت جميع ما سوف أملكه وأذّخره من المال ، وفتحت على نفسي باب الفاقة الدائمة والعرى المستمر ، مطاوعة الشهوة حمقاء : إن أنا وقمتها الآن ، ماتت واسترحت منها ، وإن آتيتها بما تدعوني إليه كل ساعة ، كنت كمن يرمي الوقود في النار ليخمدها ؛ وكنت كمن يشتهي الفقر ، ويتمنى الإعدام . وتلك والله ! ، الحماقة بعينها .
وكان إذا تم عنده الجنيه على هذه الكيفية ، أسقطه في صندوق ثقب له ثقبا في غطائه ولم يجعل له مفتاحا ، لئلا يتعود الفتح والإقفال ، ويجرأ على ذلك الذخر بالكشف والابتذال ، وخوفا من أن تراوده نفسه – لفرط شغفه بالذهب – على مس جنيه من تلك الجنيهات ، فيجر المس إلى التحريك ، ويجر التحريك إلى الأخذ فالإخراج : وهناك الطامة العظمى ، والداهية الشؤمى !
فإذا سقط الجنيه في ذلك الصندوق ، كانت السقطة آخر عهده بالهواء والنور ، وآخر عهده بالهبات والبيوع ، وآخر عهده بالأنامل والكفوف ، وهوى من ذلك الصندوق في منجم كالمنجم الذي كان فيه ، وشتان المهد واللحد ! ومات موتة لا تنشره منها إلا يد
الوارث ، إن شاء الله ! وقد فعل !
-------------------
هكذا نرى كيف يحيا البخيل محروم وحين
احتضار لا قد أن يكون مقهورا خوفا على ما
تركه وكيف ينفقه من يتوارثه،هنا سنقف اليوم على وعد بلقاء مع نقيض هذا الرجل
ونعرف متعه الجود والكرم .
مع تحياتى"محمد محمود عبد الدايم"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق