السبت، 4 يناير 2020

..............
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول
..............




* جدائـلُ الأرض ...*
شعر: مصطفى الحاج حسين .
اِنهـارَ علَـيّ حائطُ الضبـابِ
كسّـرَ رؤايَ وجرّحني
تهشّمت قنـاديلُ كلمـاتي
وتشوّهَت لغتي
والليلُ ما عـادَ يُنيـر لـي
حلمـي ..
تزاحمتِ الهواجسُ على فضاءِ حـزني
وصارَ النّهـارُ يسرقُ ظِلّي
وتتفَيّأُ الجبالُ بآهـاتي
تهربُ منّيَ الدّروبُ
كلّما لاحت لها دمعتي
أتعثّرُ بالسـّرابِ
يلتفُّ الرّملُ على أنفاسي
ويتراكمُ فوق أجنحتي لهاثي
يا حلبُ .. كيفَ المجيءُ ؟!
وشفيرُ المَـدى يجتَـثّ خطـاي
وتعـوي على حنينيَ القفـارُ
والمـاءُ يتصيّدُ عطشي
والنـّدى يلَـوّحُ لـي بأغـلالِـهِ
تقطّعتْ أوصالُ الهواءِ
وتحفّرَ وجـهُ السّمـاءِ
والغيومُ أثقَـلَها الصّراخُ
أشتري مِنَ الأحجارِ حنينَـها
أتسوّلُ مِنَ الأشواكِ لحافَـها
أتمدّدُ فوقَ الانحدارِ
يتماوجُ الصّدى في خاصرةِ
الفلولِ
ويبحثُ عنّيَ الموتُ
يوزّعُ اْسمي على الجِهـاتِ
وتمدُّ لـيَ الأرضُ ترابَـها
تبسطُ لـيَ جـدائلَـها
في نبضِها أقـامَ أجدادي
صرحاً منَ المواويلِ
تظلّلُ لهفةَ العـائدِ
وتعطي حبالَ السّلامِ
لكلِّ مَن يعشقُ حلـب *.

مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق