الخميس، 2 يناير 2020

...............
فريد سلمان الصفدي
..........
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏فريد الصفدي‏‏

آهات في شريط الذكريات
مرَّني ماضٍ جميل فــــي شـريـطِ الذكريات
حامِلاً تِلكَ الأماني والـحُـلـــــمْ والأُغـنـيـات
مرَّني طِفلاً صغيراً كانَ يشقى في الساحات
طارَ في الأجواءِ حلق فوقَ أطلالِ الـواحات
مـــرَّ صفصاف تـدلّـت غُصنهُ خُلـــجُ الغابات
يرسِمُ الأحلام كـانَ ثُـــمَّ صـارَ فــي الحيــاة
يشتُمُ الحاضر ويندُب ماضِ طفلٌ فيهِ مـات
ثُــمَّ يبكـي ثم يضحك ثم يبكي مـن سُكات
حين صوبَ العِشقِ مرَّت فيه تلك الذكريات
عِـنــدَ أفياءُ النخيلْ ساقــــه الحُلمُ ساعـًات
في مكانٍ فيهِ كانت تُقضى أحلى الأُمسيات
ما تبقى الآن ليست إلا ذكـرى مـــن رُفــــاة
أفطرت قلبـاً تلـــوئ أحرِقت فـيــهِ النُجـات
بـعـدما جفــت عـيـونٌ أردمَ الجاني القنــاة
تارِكاً فوقَ الوجائن دمعــــةٌ حتــى المـمـات
كُــلُ مــا فيهـا ثقيـلٌ يأتِ ما بـيـن الساعات
لحظــةٌ تشـقي العَليلُ فـي الليالي المؤلِمات
وقتما كانت تميـــــل فـينـا تِلــكَ الأمنيات
خلَّــفَ اللضيُّ المُعيلُ مُشعِلاً فينا الآهــــات
مِـثـلُ عابـــر للسبيلِ ثـــارَ نـــــار المولِجات
أشقى مكلومٍ هَزيـلٍ مـــرَّ فـيـه الشـوق آت
تاركاً همّــاً نـزيـــلُ حيـثُ تأتـــي المُفرِحات
فـي متاهات العويل ينـدُُبُ الحــظَّ آهـــات
بعـدمـا عــــزَّ الرحيل يصفقَ الكفينِ فـــات
يشتكي وقـتـاً مُخيـلُ كيفـما مــرّت حيــاة
وهو في وضعِ القتيل ثمَّ يمضي في سبات
مثـلُ مأخـوذٍ جفـيـلُ ماشياً دربَ الـعُـمــاة
ضلَّ عـن دربٍ جليلُ كـم علـى ذكـراه بــات
مثلَ مخمور ثميلُ بيــنَ خُــذ أو بيــنَ هـات
عــاشَ فــي ذكــرِ الخليلِ ســارِداً للذكريات
بقلمي-فريد سلمان الصفدي
ألأردُن-ألأزرق-٢٢-٧-٢٠١٩

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق