................
هبة المنزلاوي
...............
((((صرخةُ مناضلٍ فِي وَجْهِ الظَّلَامِ ))))
نَرَى كُلَّ يَوْمٍ أَرْوَاحًا تُفَارِقُنَا وَوُحُوش الظَّلَامِ تَقْتُلُ إِخْوَتنَا، الْعُيُونُ عَمْيَاءَ وَكَأَنَّ النَّفْسَ فَقَدَتْ صَحْوَتَهَا ،نَجْلِسُ فِي مَسْرَحِ الْحَيَاةِ وَنُشَاهِدُ اللَّهْوَ بِالْمَبَادِئِ وَنَعِيشُ كَأَنَّنَا أَغْرَابٌ عَنْ مُجْتَمَعٍ نَحْنُ أَصْحَابَهُ فَهَلْ نَسْمَعُ أَصْوَاتٍ تُنَادِينَا؟! فَهَلْ نَرَى رِجَالا يُثْنَى الزَّمَانُ ظُهُورَهَا ؟! فَتَأْبَى أَنْ تَنْحَنِيَ رُؤُوسُهَا، وَأَنْيَابٌ تُحَارِبُهَا هُنَا وَهُنَاكَ، لَا تُرِيدُ حَتَّى أَنْ تَتْرُكَ لَهَا الْهَوَاءَ ! تُحَاوِلُ وَضْعَهَا فِي زِلْزَالَةٍ مُظْلِمَةٍ لَا تَرَى الْعَيْنَ فِيهَا النُّورَ تَجْرَحُ جَنَاحَيْهَا بِسِكِّينِ الْغَدْرِ وَالْحِقْدِ، فَلَا تَسْتَطِيعُ النَّفْسَ أَنْ تُحَلِقُ فِي سَمَاءِ الْأَحْلَامِ ، تَحْتَرِقُ بِنَارِ الْعَجْزِ بَيْنَ الْأَشْرَارِ وَهِيَ مُقَيَّدَةٌ بِالْأَغْلَالِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ، تُرِكَتْ آثَارَ أَقْدَامهَا عَلَى رِمَالِ النِّضَالِ ،وَتَسْرِقُ وُحُوشُ الظَّلَامِ ثَمَرَةَ الْأَمَلِ الْبَاقِيَةُ بِدَاخِلِهَا ،جُنُودٌ تُحَارِبُ نَزِيفَ الدِّمَاءِ وَقَمْعَ أَنْيَابِ الظَّلَامِ، جُنُودُ الْكَرَامَةِ فِي غَابَةِ الذِّئَابُ ،يَصْنَعُونَ مِنْ دِمَائِهِمْ الْمُنَاهِضَةِ لِلْخَوْفِ وَالشَّرِّ سَيْفًا يُرْفَعُ فِي وَجْهِ الْأَعَادِي، يَرْفُضُونَ هَزِيمَةً تَنْحَنِي بِهَا عِزَّتُهُمْ، فَالسِّكِّينُ تَحْتَ أَعْنَاقِهِمْ وَلَكِنَّ النَّفْسَ تُقَاوِمُ بِشَجَاعَةِ الْأَبْطَالِ، كُلَّمَا تَلَقَّوْا ضَرْبَةً رَفَضُوا السُّقُوطَ كَفَرِيسَةٍ ضَعِيفَةٍ يَلْتَهِمُهَا الصَّيَّادُ وَإِنَّمَا يَصْرُخُونَ فِي وَجْهِ الزَّمَانِ مَتَى سَيَنْتَهِي نَزْفُ اللَّيَالِي؟! مَتَى سَتَعُودُ الرُّوحُ لِلْحَيَاةِ؟!
لَيْتَ الْجِرَاحَ فِي الْأَجْسَادِ وَإِنَّمَا نَزْفُ الرُّوحِ أَشَدُّ عَلَى الرِّجَالِ، تُسَبِّحُ أَرْوَاحُهُمْ فِي نَهْرِ الْأَشْوَاقِ بَاحِثِينَ عَنْ شَاطِئِ النَّجَاةِ فَهَلْ يَجْهَلُ الظَّالِمُ يَوْمًاً نَرَى فِيهِ هُبُوبَ النِّيرَانِ كَالْعَاصِفَةِ الْقَاضِيَةِ عَلَى الْأَشْرَارِ؟! فَمَهْمَا طَالَتْ لَيَالِي الظَّلَامِ سَيَأْتِي يَوْمًاً يَتَنَفَّسُ فِيهِ الْمَظْلُومُ بِعَدْلِ اللَّهِ وَسَنَرَى أَنْيَابَ الْوُحُوشِ مُعَلَّقَةً عَلَى كُلِّ بَابٍ وَإِنْ صَرَخَ الْعَدْلُ يَوْمًاً فِي وَجْهِ الظُّلْمِ لَا بُدَّ لِلْقَدْرِ أَنْ يَسْتَجِيبَ وَيَرْفَعَ رَايَةَ الْأَبْرَارِ
بقلم: هبة المنزلاوي
كلية الإعلام جامعة القاهرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق