................
حسين جبارة
.................
غُصتُ في الحور العميق
-------------------------
غُصتُ في الحَوْرِ العميق
غُصتُ بحثًا عن جمالٍ عن محارٍ
عن معانٍ في الطريق
طفتُ بحرًا مانعًا
لمّا اعتليتُ الموجَ فرشًا يتهادى
عشتُ فوقَ الموجِ دفئًا
يأخذُ القلبَ الرقيق
جلتُ رصْدًا لكنوزِ اللهِ في عينِ المدى
كوني عيونًا يا كنوزي لاهتدائي
مقلتاكِ البحرُ تِيهٌ أو مَراسٍ للأماني
مقلتاكِ الحبُّ والشوقُ العتيق
لا حدودٌ لانفعالي من شآبيبِ الهوى
قد جاءَ لحظًا لا يُضاهَى
شبهَ بحرٍ أو مُحيطٍ
راقَ وعيًا
رقَّ للمجدِ العتيق
خُضتُ في بحر ترامى
جُزْتُ أمواجَ الليالي
مركبي دفعٌ تنامى
ناشدًا ميناءَ حُبٍّ
في خليجٍ مشمسٍ
قد ألهبَ الحرفَ العشيق
ذُبتُ حِسًّا حارقًا
كم فاضَ نيرانَ الغضا
في لهفِ بوْحٍ يتناجى
يتصابى يتسامى
يتزكّى في تباريحِ الحريق
لستِ بحرًا أو مُحيطًا في حياتي عابرًا
بل أنتِ طرفٌ بالجوى يذرفُ وجْدًا
بشغافي وكياني
شحنةً تُحيي الغريق
غُصتُ عُمقًا عُمْتُ أفقًا
جئْتُ ملّاحًا خبيرًا
يعشقُ القرطاجَ مهْدًا
يُلهمُ العشتارَ ابداعَ الفنيق
أعشقُ العينينِ تتويجَ اللمى
ضاءت وميضَ البدرِ إشعاعًا همى
هذي عيونٌ للمها
أهدتْ بحورَ الشعرِ ذوْقًا
في حياءِ الوجهِ أطيافُ العقيق
أنتِ عنّابٌ بخمرٍ
كَرَزٌ في طعمِ تمرٍ
طاقةٌ تذكو بجمرٍ
ونسيمُ البحرِ سوّاحٌ طليق
همتُ في حَوْرٍ تماهى
أنشدُ الظبيَ الرشيق
عَزَّ قدًّا يلتقيني
باندفاعِ الشوقِ من عُمْقٍ سحيق
عُدتُ مشغوفًا بغوصي
لا اهابُ البحرَ أرتادُ العريق
أحضنُ الظبيَ بصدري
وبصحبي، لستُ وحدي
ننجزُ الفوزَ الفريق
حسين جبارة تموز 2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق