الأربعاء، 30 يونيو 2021

 ...................

مصطفى عماري

.................



أنا المسافر
يا عمرا مضى
أخذت معك أنفاسي واحساسي
دمرت أحلامي
ولا زلت أعاني أقاسي
فرفقا بقلب انهكه الترحال
ورفقا بقلب لا زال يطمح
أن يرى خيطا من خيوط الآمال
هل هذا بالإمكان أم أنه محال
لست أدري
العمر مسافر بلا قطار
بحر عميق كله أسرار
تتلاعب به الأمواج
كسر الشراع
والعمر قاب قوسين والدمار
كل السفن غرقت
بين الأمصار والأقطار
والأرواح جثث
على الشواطىء وبين الأحجار
متراكمة كاغصان الأشجار
يا عالم الأسرار
إختفى القمر
غابت النجوم
طالت الليالي
عاداها الفجر
والشمس لم تشرق بعد
إعصار على طول المشوار
كيف للمرء أن يحيا بسلام
عالم كساه الغبار والدمار
لون السماء رمادي
حلم مجاني
يزورنا في عتمة الليل الدكين
يردد كم نحن مساكين
في عالم حكمه الدولار اللعين
إحباط
آهات وأنين
القلب حزين
الحزن دفين
والموت نترقبه بين الحين والحين
قد يأتي أو لا يأتي
فلنا معه موعد
وفي الروح شوق وحنين
نعم
شوق وحنين
لماض قد تبعثرت آماله
واندثر مع ماضي السنين
أيها القدر أسألك
لا تأسفن على حياة من ارهقه العمر
خبرني متى يجف الدم من الشرايين
ونترك عالمنا للأحبار وبائعي الدين
ومن والاهم من اللاانسانيين
متى
متى
ماذا تبقى لنا
في الروح
غير دموع تسيل دما
حزنا وشجن
تفاقمت المحن
هجرنا الوطن
القلب حزين
حزين
أخبرني يا قدري
متى أركب قطاري
أين سينتهي بي المطاف
تحت التراب
رماد
أواري حزني الدفين
أنا المسافر
أنا المسكين
فقد الأمل
فقد الحنين
أنتظر الموت بين الحين والحين.
الدكتور مصطفى عماري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق