الأربعاء، 30 يونيو 2021

 ..................

سلطان أحمدمحمد

.....................



دخـــــــــان وضبـــــــاب*
على مفترق الغياب
تجُرُّني قدمي
وقفتُ
وفي عيني ألفُ ألف أرملة تبكي
كم هي غزيرةٌ أدمعي الثّكلى!
مدٌّ يركضُ نحوك
وجزرٌ يفرُّ منك
وناظري متغيّمُ الدّخان
يطوفُ على شاطئ الألم
ينعي الأرضَ والأحباب
آآآه... يا أنتِ!
يا وجعي من وجعك
كم أراكِ كلّ يومٍ في جروحك
على جروحي تنزفين
يزدادُ نزفُ جٕرحي
ويُراعي أبكاه الحنين!
كلّ شيء فيك قد تغيّر
وأحلامي عانقها اليباب
الليلُ حالك
تنهشُ أطرافي ضواريه
المكانُ يُشيّعه الاكتئاب
خرائبٌ تسرح فيه
وأنينٌ يطفحُ بالنّدم
الزّمان قد تجمّد
فماذَا بعد من رجاء قد تبعثر؟
هنا وهناك على خدّ السَّراب
أسْرَابٌ من خفافيش الكهوف
أخذتْ عنكِ نورَ الشّمس
كلُّ يومٍ
يتعثّرُ خطوي
يتبعثرُ حظّي
يتشطّرُ دربي
قد تحكّمَ بجَنَابك الجُنَاب
في كلّ اتجاه تصكُّ الريحُ نواجذَها
تهبُّ من زمهرير الرّماد
على وجهي من وجهك صداهها
وعلى وجهي أهيم أهيم أهيم
أبحثُ عن جسرٍ
كان في الأمس بين ثغري وثغرك
وبينهما حكاية منذ ألاف السنين
لَكَمْ تغنّى بها فمُّ الرّباب!
اليومُ كفّنك الذهول
شارفَ نجمُك على الأفول
تسبحين في شحوب ضوء
توزّع على أنياب غول مخيف
يعلوك الأنين
من كلّ تنهيدة من وجعٍ يطول
في كلّ مرّة أراكِ تتعثّرين
تبحثين عن النّهارِ في جوفِ السّراب
من كفّكِ اليُسرى صُغتِ كفّ الخطيئهْ
فرعونٌ أتى
يُرينا ما يرى
يسُوقُنا إلى نار الرّشاد!
ومن كفًكِ اليمنى أضعتِ صُلب القضيّهْ
قارونٌ أخذَ كلّ خزائننا
أسلمناه كلّ معاوِلنا
فمنحنا الليلَ والتّنين والضّباب
سحائبٌ من الدّخّان
ذهبتْ بنور عينيك
حاكته اليدُ الخفيّة
أسود فستانٍ عليك
حزينةٌ أنتِ... تتأوّهين
ألجمكِ الوهن
آآآه يا شَموسُ طوى شمسَك وكرُ الذّئاب
يا لَثارات جديس!
ألبسوك وهيّؤوكِ لعمليقِ طسمِ عُرساً
وأشعلوا نار الوليمهْ
فكان للبكر منك البكارهْ
ونهداكِ غدا لزرقاء اليمامهْ
صرتِ عِشاءً عَشاءً على طبقِ الخيانه
بعد أن ذبحوكِ على الأنصاب
متى يا سيفٌ تعود
تحمي العشيرهْ
تفلحُ الأرضَ وتأوي الكسيرهْ
تمنحُنا الضّوء
وتأتينا بوجه النّهارْ
تغسلُ عن شَمُوسنا العارْ
تنزعُ الكُحلَ من عيني زرقائهم؟
متى تشدُّ عليهم بالرّكاب؟
لتعودُ لعفارٍ عفيرهْ
وتُعفّرُ وجوهَهُم بالتّراب
أ / سلــ"الوجيه"ــطان*
سلطان أحمدمحمد
🇾🇪
اليمن

هناك تعليق واحد: