..................
محمد شاكر البيّاتي
...................
قصيدتي ( هُبّي بكأس الشِعرِ)
رُحماكَ ياقلبُ من الشِعرِ ومَنْ
يرى لهُ صدى الجمالِ ويَسألِ؟
لقد وضعتُ بدلوِ الحرف أناقتي
وبه من القلب شَأفَةٌ تَصطَلي
كيف أجمع شتات الحرف بقصيدةٍ
تغرفُ من نَبعِ الودِّ ومنه تَنهَلِ
فهُبّي بشهد الشِعر ومن مُسْكِرٍ
أُنعشُ به ربوع الروح كبُلبلِ
أرخي لي أزرار القصيدِ لكي
يذوبُ حُلوُكِ بالنارالّتي بداخِلي
أمْطِري الشِعر كأنّ العطرَ يُمْطِرُ
لاتنفَّسَ خُزامةَ نهديك ِ الموغِلِ
يَتَغَلْغَلُ بالروح وبأوردتي مِثلَما
يغزونا من الفجرِ الضياءَ كَجَحفَلِ
خوضي بحورَ الشِعرِ وأنشدي لنا
من حناجرِ الحرفِِ كُلّ مُجَلٍجِلِ
قولي لنا الأبيات تُسكرنا ودعي
المَنَّ والسَلٍوى من حرفكِ يَهطُلِ
لترتدي رقيق الثوب بليل عاشقٍ
جريئةَ الإيقاعِ دون أن تخجلي
إجهري بكأس الأنوثة من مفاتنكِ
أَرقي بها أنفاسي الحبيسةَ وإعتلي
فأنّي أحب تِرياق ثَغركِ وأنْ
تظفري الشَعرَ الطويلَ بجَدائِلِ
شِعرُكِ زنبقةً تتراقصُ في فمي
تَهُزُّ نبض أعصابي بكل مَفصَلِ
فالشِعرُ يَهطُلُ كما الليل وكما
تشهَقُ ذرّاتُ الدماءِ بقَصْطَلِ
كلمسة كف النسيم بِخَدِّ جزيرةٍ
وأثَرُ القبلاتِ فَوّاحةً بِمَندَلِ
هُبّي بكأس الشِعرِ تُرَوّضينَ بهِ
جَلَدَ القلوب بياسمينٍ وقُرنفُلِ
فكأنَّ القصائدَ لها طراوةُ نهدكِ
يمضغُ الدُجى حلماتها بأنامِلِ
والأشعارُ تُذيبُ ثلجَ مشاعِرنا
لتزهرَ الأشواق عنبراْ وسَفَرْجَلِ
أو كمن يتلمّسُ الغيومَ بكفوفهِ
يجمعُ من أجنحةِ الندى قوافِلِ
شاعرةٌ أنت والأنوثةُ بكِ قِمّةٌ
وأنا على خُصرِ القوافي مَقتَلي
-------**------------**-------
محمد شاكر البيّاتي
العراق / بغداد
27 / 6 / 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق