................
يوسف الزهار
...........
الناسُ والشمسُ والقمر
-----------------------------
عندما تُبدي الشمسُ حياءً
ويحينُ وقتُ الغروب
كعاشقةٍ تَهيم عِشقا
في ليلها .. في حبها
وفيه تذوب
تُلملمُ جَدائلَ نُورِها
لِتُظلم الدروب
وليلٌ ينشر جند الدجى
ويخفي العيوب
وتَرنو الطيور أَعشاشَهَا
وتهدأُ سَاكناتُ الجيوب
تُحلقُ جارحاتُ الليلِ
والفضاءَ تَجوب
تَسري في قلبِ القمرِ ألحانا
وهمساتُ شمسٍ تَغيب
فَيطلُ على الكونِ سَاطعا
يُداعبُ وَجنَةَ الأرضِ تَلطُفا
فَتُباهي بِحَبيبٍ
غَير غَضوب
يَقول للشمسِ هَامِسَا
دَعيني بِنشرِ النور أَنوب
وَبينَ شَمسٍ ذَهبت
وقمر آتيا
تَختلفُ مشاربُ القلوب
فَهذا يُحبُ الليلَ تَرغبا
وَذاك للظلماءِ شَجوب
الأولُ يَرى الليلَ سَكينة
وآخر يَظُنه آتٍ بِالكُروب
وذا شاعرٌ يَبوحُ شِعرا
يُهامسُ قمراً طَروب
وَعاشقٌ يَشكو حَبيبا هَاجرا
وَيرجو لقاءَ المحبوب
وَمُتفائلٌ يحيا الليل أنسا
ومتشائم يَراهُ جَدوب
وذو عِلةٍ يُمضيهِ تَأوها
بِوجهٍ بائسٍ شَحوب
وزاهدٌ يقيمُ الليلَ تَهجدا
وَمَفتونٌ يَقترفُ الذُنوب
وعائدٌ إلى ربهِ مُنَاجِيا
لعلَ الله عليهِ يَتوب
وَبَينَ مُحبٍ راضٍ وآخر سَاخطَا
تَمضِي سَاعاتُ والوقتُ ذَهوب
فَيأتي الفجرُ مُتسللا
وَنُور الصبحِ بَاتَ قَروب
وَتعودُ الشمسُ لإِشرَاقِها
وَتَعزفُ الطيورُ ألحانَهَا
ويَنهضُ سُكانُ الثقوب
تلك إرادةُ خَالق الكونِ أَفْلاكَا
ذَاك تَقديرُ عَلام الغيوب
جَل جَلالُ مَن أبدعَ خَلقا
وَمَايز بينَ القلوب
سُبحانَ مَن جَعل لِلخلقِ أَزمَانا
تَناوبا
بَينَ شُروقٍ وَغُروب
-------------------------------
الناس والشمس والقمر
بقلم: يوسف الزهار
فلسطين - غزة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق