الثلاثاء، 2 يونيو 2020

.................
قدري المصلح
.............

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏لقطة قريبة‏‏‏

من أنت الذي تجازي قابيل
ما حاسب الله الدم بالدم يا من لا يموت
لتحاسب قابيل
كأن السؤال مات معناه بالليل
الذي يتسكع على أرصفة الطريق
بكلمات الخفافيش على نوافذ العربات
أو بتكسير سكك الحديد
للقطارات
كأنهم كانوا قبل اليوم
يطعمون الطفلة التي تبيع العلكة
بين أقدام الراحلين
في المحطات
الليل يتسكع على أرصفة الطريق
و يضاجع خاصرة الشمس
ويقرص خد المدينة
ويشتم مصابيح البيوت والطريق
كأنه هذا الليل يمثل دور الجوعى
يصرخون
ويشكون
ويبشرون أهل المدن بالحريق
وما ذنبي يا صغيرتي
جاء هذا الليل
وجاء
بالقطارات والعائدون
جاء وكأنه من مدينة
مدينة الذي يستحال أن يموت
إلا إذا مات كل الكون
ليعيش
ويا صغيرتي لنعيش
مدينة الذي يحلل أن تصبح المدينة غاب
أو جثث البشر كالذباب
كأن الغراب
لم يبحث في الأرض
وكأن قابيل لم يخجل من فعلته
إلا هذا الليل من يخجل على الدماء
يحط على وجوه العائدون
بالقطارات
بغد غياب سنين
عن كتابة الأناشيد
يصرخون
ويبشرون المدن
بالحريق
ما ذنب المدن بقابيل يا صغيرتي
نوافذ البيوت تبكي
زجاج نوافذ الحافلات يشكي
كأن الخفاش صار يا حبيبتي
في النهار يرى ويغني
كأن هذه المخاوف والظنون
لم تضرب حجرا واحدا على حوانيت الخمور
وضربت على وجه النهار
أن الخفافيش صارت ترى
بعد نوم سنين
وسنين
وهم يعبرون
كانت تنكر القطارات
بأنها حملتهم مع الراحلين
وكان اليوم ينكر
بأنه يوم النشور
من أنت الذي تجازي قابيل
بالليل الذي يتسكع على أرصفة الطرق
فهل قابيل زجاج نوافذ المدارس
أم الحافلات
أو محطات القطارات
كأن أقلام الخفافيش لا تكتب في الليل
إلا في النهار
على نوافذ المدارس
والحافلات
وعلى زجاج عربات القطارات
فلا عائدون
ولا راحلون
كتبوا على زجاج نافذة حافلة
أو قطار
كلمة عن حب
من أنت الذي تجازي قابيل
ما حاسب الله الدم بالدم يا من لا يموت
لتحاسب قابيل
كأن السؤال
مات معناه بالليل
الذي يتسكع على أرصفة الطريق
بكلمات الخفافيش على نوافذ العربات
أو بتكسير سكك الحديد
للقطارات
كأنهم كانوا قبل اليوم
يطعمون الطفلة التي تبيع العلكة
بين أقدام الراحلين
في المحطات
الديوان لقاء مع الشاعرة الثائرة فدوى طوقان
الشاعر قدري المصلح
قصيدة بعنوان :
فوضى الخفافيش .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق