الأحد، 28 يونيو 2020

...............
محمد محجوبي / الجزائر
............



النهر الخالد
.. .. .

يتعزز منبت الإحساس من ضفائر الشمس التي ترامت على بهجة الحقول الناعسة على جنات الخفق المرتعش الظلال بذات المنابع التي تماهت سندس الخيال يرسمها نهر خالد براق الحياة رقراق الغناء تارة تتوغل بداخله حيتان مرحة فتصنع هزيج نهار مترف الفضول وتارة أخرى يفتح النهر الخالد صفحات القلوب العطشى لكي تلهو ضفافه المعشوشبة بزبد لاهف الدفء عميق الذوبان ناصع البياض على شكل حبيبات متموجة تتناسق مع فاكهة اليخضور فيتمايل الخيزران على نسيمه الطائش على ايقاع رقص مائي لامس منتهاه شجر الخروب المحتشم بلونه البني الفاتن ، من مصبه الى مجراه كانت العوالم على شهد احتفاليات رائجة العشق ، كانت النسوة على موعد الماء تقرأ كف المروج سرحانا يمطر أعراسا والزروع كانت من وهج النسوة قصائد عيون ينتشي بها ذالك النهر المخبول ، مرات كثيرة كنت أحاول مضاهاة النبع الذي يوشوش في شغف الرمان لحنا متقد المرايا على جنبات الحقول المنتفضة الشرود ، كنت أهذي في ذالك الغناء الذي عرجن الحياة ثمارا وتجاوز مداه الأخضر ريح الرياحين ، كنت أقرأ نبضي في عرق الفلاحين المنشرحين هوية كائن تشبع بلغة الطير فاستنبط معزوفته المتيمة من أريج منبعث من ذالك النهر الآسر لعشب الذوبان ، بقيت غصنا حيرانا في مكنونه العسلي تغبطني الأسماء كلها ولا أجد مناصا من زمن أغدق من ذالك النهر الخالد الذي وقع أبهة الشوق على مزامير الصبا ماء من قبيل العشق والهذيان .
محمد محجوبي / الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق