الثلاثاء، 30 يونيو 2020

..........
بورديم آمنة الجزائر
...............



.....العجوز والجرة.... قصة قصيرة للعبرة
خالتي خديجة عجوز طيبة عاشت من العمر الكثير، تعيش مع حفيدها العشريني العمر يتيم الأبوين مات والداه في حريق منذ سنوات.
يعيشان على يومهما ،وكان حفيدها يعمل ليؤمن قوت يومه هو الآخر أجيرا في العمل الفلاحي في قريتهم الموجودة أعالي الجبال الوعرة التي لم يصلها التمدن.
كانت لها جرة عزيزة معلقة دوما على أحد أعمدة البيت بحبل متين لأنها تخاف عليها جدا فهي تخبأ كل مرة قليلا من الزبدة لأيام الضائقة و الضنك من معزتها الوحيدة،
كانت تدر عليهم كل مساء قليلا من الحليب والمتبقى تجمعه
لتحضر منه قليلا من الزبدة بعد أن تعده لبنا كل يومين أو ثلاثة وهي حياتهم البسيطة، إضافة لما يجلبه حفيدها من شقاء يومه كل مساء.
تمر الأيام تتوالى وكلما كانت الحياة صعبة تخرج قليلا من الزبدة التي أحيانا تصبح حارة لقدمها....ولكن ما عساهم أن يفعلوا في هذه الحياه القاسية .
مرت أياما ثقيلة لشدة الحرارة ولم يكن هناك شيء سوى قليل من اللبن وقليل من الزبدة التي كانت قد احتفضت بها في جرتها الغالية لوقت الشدة.
في تلك اللًحظات سمعت صوت جارتها أم البنات تنادي من الخارج....
خالتي خديجة....خالتي خديجة.... فردت عليها وقالت تفضلي يا أم البنات..
دخلت وكان يبدو عليها التعب والمرض،
فقالت لها تفضلي لم تزوريني منذ مدة.؟
ردت قائلة انا مريضة.
انتفضت العجوز قائلة ولما لم تبعثي إحدى البنات..؟
ردت لم أشأ ان أتعبك معي...
كانت أم البنات أرملة وتعيش هي الأخرى على قوت يومها من أهل القرية.
كانت أياما عجافا تمر على أهل القرية فلم يتفطن أحد لمساعدتها فالكل محتاج...
نظرت أم البنات إليها نظرة احتياج وألم وقالت : البنات
لم يذقن طعم الأكل منذ ثلاثة أوأربعة أيام....!!!!.....
ردت العجوز ماذا؟....
قامت مسرعة نحو جرتها التي كان فيها زبدة طازجة خبأتها امس فقط وأحضرتها... وكمية الحليب الموضوعة في إناء قصديري وقطعة من خبز الشعير وهو كل ما يوجد بالبيت.....
تأثرت جدا أم البنات وقالت لكن أنت أعطيتني كل ما في البيت ولم تتركي لمحمد أي شيء....
قالت لا تخافي سيرزقنا الله بلا درج أسرعي نحو البنات..
فعلا هذا هو الإيثار وهذه هي الجيرة الحقيقية.
بقيت العجوز الطيبة تفكر في حفيدها وما ستقدمه له مساءً فقد حلبت المِعزة صباحا وقد يكون ضرعها جاف...
ومر المساء طويلا ثقيلا ولم تأكل سوى قطعة يابسة من خبز الشعير،
ثم وضعت رأسها ونامت نوما عميقا.
حتى تسمع صوتا ينادي أمي أمي استيقظت مسرعة لتجد حفيدها عند رأسها يحمل كيسا كبيرا....
نظرت إليه وهي تقول أهلا بولدي أجدك أكيد متعبا ...
نظر إليها مبتسما وقال لا عليك ....
ووضع أمامها الكيس....
قال افتحيه يا أمي،
حدقت فيه وهي تقوم بفتحه فإذا به مملوء لحم وخضر وفواكه...وقال وهناك خير كثير يا أمي...
ابتسمت وسقطت دمعة من عينيها...
وقالت ما هذا يا محمد...؟...
رد والسرور يملأ وجهه لقد عملت اليوم عندإنسان غني كريم وقصصت له حالتنا وأهل القرية فقام بإكرامنا أحسن الكرم من لحم وخضر وقمح والكل موجود على ظهر أحمرة هي في طريقها إلينا و أناحملت هذا هذا الكيس لأبشرك يا أمي.
إنفجرت العجوز باكية وقالت أتدري يا ولدي فاليوم لا يوجد لدينا ما نسد به الرمق وقصت عليه قصة أم البنات.
قام مسرعا وأفرغ محتوى الكيس وحمل منه ما يمكن لجارتهم وقال سأفرح أم البنات فهذا رزق الله.
وحينما خرج محمد نظرت الخالة خديجة إلى السماء رافعة يديها الحمد يا رب لا يخفى عليك شيء فهذا حالنا أنت تعلمه و رزقتنا من حين لا ندري .
نعم فالرزق والخير من الله وهو يرزق من يشاء و كيف يشاء ومن حيث لا تدري بغير حساب......الحمد لله والشكر لله.
بقلمي الاستاذة بورديم آمنة الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق