الاثنين، 29 يونيو 2020

................
أ.د . نبيل العريقي
.......





بسم الله الرحمن الرحيم
الى مجلة اكاليل للابداع الأدبي احبكم جميعا
علم العروض في ضوء الدراسات الصوتية الحديثة :
أ.د . نبيل العريقي
المحاضرة رقم 2
,🔵 يتبع استئناف النظر في الزحاف :
وبناء على ما سبق في درسنا السابق نستطيع ان نقول ان 《العصب》 وهو :
زحاف يقع في تفعيلة 《مفاعلتن》 الخماسية وعرفه العروضيون بقولهم هو : تسكين الخامس المتحرك .
وفي الواقع ليس سوى دمج المقطعين القصيرين المفتوحين في واحد من النوع المسمى بالفصير المغلق وبذلك تصبح التفعيلة على النحو التالي :
ص ح / ص ح ح / ص ح ص / ص ح ص
اي ان المقطع الثالث ناتج عن المقطعين القصيرين المفتوحين.
ونستطيع ان نصحح تفسير 《زحاف الكف》 الذي لا يتعدى في رأي العروضيين ان يكون حذف السابع الساكن من تفعيلة 《مفاعيلن》 و《فاعلاتن》 تفسير جديدا .. فنقول ان :
🔸الكف🔸 هو :

تحويل المقطع القصير المغلق في نهاية التفعيلة الى مقطع قصير مفتوح .
وبناء عليه يمكننا ان نستنتج ان مثل هذه الظاهرة الصوتية تخالف أحد الاسس العامة في بنية التفعيلة
وهي ان تنتهي دائما بالمقطع المغلق
وفي ضوء هذا التغيير ينفتح المجال امام الشاعر ليحيل الجملة الشعرية الى جملة متحركة -- يمكنها ان تتحد بما تليها من جمل شعرية مما يقربنا من ظاهرة التدوير في الشعر .
ولا يجوز ان نتجاهل ما وقع فيه العروضيون من وهم حين تحدثوا في 《زحاف الخبن》 فعرفوه بقولهم :
هو حذف الثاني الساكن من التفعيلة ومثلوا عليه بحذف السين من تفعيلة مستفعلن والالف من فاعلاتن وفاعلن ..
ولو صح هذا على التفعيلة الاولى
فلبس بصحيح في التفعيلتين الاخريين
فالثاني في 《فاعلاتن》 و《فاعلن》 ليس ساكنا وانما هو الف والالف صائت طويل .
هذا اولا

وثانيا نجد الصامت الاول من التفعيلة بعد خبنها متحركا ف《فاعلاتن》 اصبحت 《فعلاتن》 بفتح الفاء وكسر العين .. و《فاعلن》 اصبحت 《فعلن》 وفي كلتيهما ثمة حركة صائت قصير يحتسب في التقطيع .
وعليه فان ما ذكره العروضيون بشان🔸 الخبن🔸 ليس صحيحا من الناحية الصوتية
وان كان قد توهموا الحذف فلانهم خدعوا بالمظهر الخطى للكتابة
والاصح ان نعرف 《الخبن》 هنا بانه تحويل المقطع الطويل المفتوح ((ص ح ح ))
الى مقطع قصير مفتوح ( ص ح ) .

ويتكرر مثل هذا الخلط عند القول في زحاف 《القبض》 وهو ما يقع في العروض و《الضرب》 فقد اجمعوا على ان القبض هو حذف الخامس الساكن من 《مفاعيلن》 ومن 《فعولن》.
واذا كان هذا يصدق على 《فعولن》 فانه ليس كذلك بالنسبة 《لمفاعيلن》
فالياء فيها ليست ساكنة مثلما وهموا
وانما هي حرف ند ليست بساكن او صامت مثلما تكون في كلمة بيت او كلمة يد
ولو حذفت هذه الياء حذفا تاما لوجب ان يلتقي ساكنان وهم🔸 الرابع والسادس🔸
ويصبح التقاء الساكنين مدعاة لتحريك الاول منهما
والاصح ان نقول :
ان هذه الياء لم تحذف وانما تحولت إلى كسرة والكسرة هي بعض الياء .

فيما يقول ابو الفتح : فان التفسير الصوتي للقبض هو تحويل المقطع الطويل المفتوح الى مقطع قصير فتصبح التفعيلة بناء على ذلك مؤلفة من :
قصير مفتوح ، وطويل مفتوح ، وقصير مفتوح ، وقصير مغلق .
وبالرموز الصوتية :
ص ح / ص ح ح / ص ح / ص ح ص .

استنتاجا مما سبق نستطيع حصر الزحافات فيما يلي :
اما ان تكون تحويلا للمقطع الطويل المفتوح الى مقطع قصير مفتوح
او دمج مقطعين قصيرين مفتوحين في مقطع قصير مغلق في اول التفعيلة اوسطها
واما تحويل المقطع القصير المغلق في اول التفعيلة او اخرها الى مقطع قصير مفتوح
وهذا شيء يطرد في التفعيلات كلها من ثلاثية ورباعية وخماسية والمظهر العام للزحاف هو اختصار عدد التفعيلات كما ونوعا .

والى لقاء الغد انشا الله ادع لكم تقييم ما ورد في هذه المحاضرة وارحو من الله ان اكون قد وفقت وبالله التوفيق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق