الاثنين، 29 يونيو 2020

..............
سامي التميمي
..........

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏‏وقوف‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏



أبناءنا .. ( يجي يومهم ) .
عائلة مكونة من بعض الأخوة والأخوات . الأب حريص على الأهتمام بأسرته وتوفير قوتهم اليومي . والأم متعبة في أدارة البيت . ومثل كل العوائل تجد مشكلة هنا وهناك وكما يقول المثل ( المشاكل ملح الحياة ) .
كان الأبناء في كل يوم بلهفة وقلق يجلسون على عتبة الباب ينتظرون أباهم وهو محمل بأكياس الفاكهة والخصروات ولكن هناك شئ ما معبأ في جيوبه من الحلوى والنساتل . عندما يرونه من بعيد في ذلك الزقاق العتيق . الكل يهرع بالتسابق للفوز بنصيبه من تلك الحلوى . يقف الأب يحبس خوفه ودموعه ويرمي أكياسه على الأرض خوف بأن لايقع أحدا من فلذات أكباده على الأرض وبين فرحه بهم وحزنه عليهم ياترى هل سيأتي اليوم الذي يراهم كبار ويستطيع أن يؤمن مستقبلهم . كلها أحاسيس ومشاعر وأهات أختلطت بتلك اللحظة .
كان فرحه بأحتضانهم وتقبيلهم أكبر من كل الوجع والتعب . كانت مشاكساتهم الجميلة ترسم البسمة والضحك يمحي كل تجاعيد وجهه المتعب .
كبرالأطفال وكبرت همومهم ومشاكلهم معهم . وكان الشباب كعادتهم في لعب ولهو خارج البيت وبين فترة وأخرى تجد مشكلة مع الجيران . وكانت أخواتهم وبعد الدراسة يقضون معظم أوقاتهم في البيت في مساعدة الأم في المطبخ وأدارة بيتهم الصغير المتواضع. وكان في كل مشكلة تحدث للأولاد مع أبناء المدينة والجيران . ٰ تجد الأخوات يلومون الأب لكثرة دلاله لأبنائه ويقولون له : ( لافائدة منهم ) . وهو يجيبهم بتلك العبارة ( يجي يومهم ) .
حتى قسى الزمن عليه وأتعبه وبدأ المرض ينال منه . وفي ذات يوم وقع أرضا ذلك الأب الحنون ولم يستطعن حمله الأم والأخوات . فركضت أحداهن وفتحت الباب وصرخت بأعلى صوتها أخوتي ساعدونا وقع أبونا على الأرض أنه مريض .
هرعوا مرعوبين من صدمة الخبر وحملوه للمستشفى وأجري اللازم له وتم أنقاذه .
كان الجميع جالسا حول الأب يحتضنوه ويقبلوه ويمزحون معه لتهوين عليه المرض .
حتى قال لهم : أتذكرون عندما كنت أرّدد عليكن تلك العبارة : ( يجي يومهم ) . هذا هو اليوم الذي أنتفضوا وحملوني من الأرض وجاءوا بي للمستشفى . عندي ذلك أكبر وأعظم من كل شئ .
فلا تنتقصوا بعضكم ولاتجرحوا بعضكم. ولاتتاخشنوا القلوب .

كانت تجربة الحشد الشعبي ونخوة أبناءنا الغيارى من كل المحافظات العراقية . ملحمة كبيرة وجميلة وشيئ لايصدق في الذود عن محافظاتنا العزيزة المغتصبة واأبناءها الكرام . كان هناك من يقاتل وهناك من يحضر العتاد والسلاح وهناك من يحضر الطعام وهناك من يحضر الأدوية والملابس والأفرشة البطانيات وكل حاجات المقاتلين والمشردين والمرضى والمحتاجين .
قد نختلف في مابيننا وقد يقود بنا الطمع ومشاكل الحياة لطرق بعيدة . ولكن علينا أن لانبتعد أكثر وأن لأنكثر من التصريحات والتأويلات التي تكبر وتعمق الهوة والخلاف بيننا . لأن في مايننا روابط وأخوة ومقاربات كبيرة وكثيرة جدا علينا التكاتف وتذليل الصعاب وأيجاد الحلول والمقترحات . ولا بأس من التحاور والتحاور ثم التحاور للوصول الى طريقة وفهم مشترك للخروج من المأزق . خيراتنا كبيرة ومهمة علينا الأستفادة منها . علينا مناقشة قادة كتلنا وأحزابنا وكبارنا في كل القضايا ومراجعتها. فليس هناك ضرورة للتقديس والتمحيص. يجب تمكين قادة جيدون في أدارة البلد بكل مفاصله . الأخطار المحيطة بالعراق وأهله مازالت موجودة علينا الأنتباه والوقوف وقفة جادة للدفاع والنهوض بالبلد . فهو يستحق الكثير من التضحيات .
كل أبناءنا جيدون وفيهم من يخطئ ومن يصيب وعلينا تقويم الخطأ وصاحبه . فقد ننتفع منه في وقت الضيق ويكون سيفا مشرعا بتارا بوجه الأعداء . ومعولا جيدا لحراثة أرضنا بالخير .
تلك هي الحياة فيها الكثير من العبر والمعاني والأشياء الجميلة لنتعلم منها ونعمل بها .

سامي التميمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق