............
محمد القصاص – الأردن
..............
أنا ابن مجاهد
قصيدة
للدكتور محمد القصاص
والدي المجاهد أحد رجالات الثورة الفلسطينية عام 1936
لم يتحدث عن بطولاته لنا أبدا
لم يكن والدي فلسطينيا ، بل هو من الأردن أبا عن جد ، ولكنه آثر الجهاد في فلسطين بعد احتلالها من قبل البريطانيين ، فذهب إلى هناك وجاهد فيها سنوات عدة ، ولم يخبر أهله في البداية ، وبعد عودته تزوج وأقام مع أهله ، والتزم الصمت، ولم يخبر بشيء حتى زارنا أحد زملائه من رجالات الثورة ، وكنَّا أيَّامها نسكن ضواحي مدينة السلط ، فكشف لنا ضيفنا المستور ، وأشهد الله تكلم عن بطولات والدي ما لم يشأ والدي أن يتحدث عنها ، وطلب الضيف من والدي أن يكشف عن جرح أصابه من إحدى طائرات الإنجليز في ساقه ليؤكد لنا ذلك ..
أنا ابنُ مُجَاهِدٍ لا تَخفى حالُـهْ *** عن الطَّاغِينَ بلْ عرفُوا فِعَالَـــهْ
سلوا الأقصى سلوا عكَّا ويافَا *** سلوا القَسَّامَ يَكْفيكُمْ سُؤالَـــــــــهْ
سلوا فَوْزِي سلوا الثُّوَّارَ عمَّـا *** أصَابَ عَدُوَّهُمْ فيها وَنَالَـــــــــهْ
سلوا الشُّهَدَاءَ منْ خَضَبُوا ثَرَاهَا *** بيوم الحربِ ما هابوا اشتعالَــهْ
سلوا القَسْطَلْ سلوا المحتلَّ عنها *** سلوا عنها الرِّفَاقَ سلوا البسالهْ
إذا الثُّوارُ إن دَقُّوا طُبُـــــــولاً *** لحربٍ خصومهمْ ذاقوا وَبَالَـــهْ
يَزُولُ المُعتدُونَ إذا تَمَـــــادَوْا *** وأمسى النَّصْرُ للتَّقْوَى دَلالَـــهْ
سلْ الآباءَ والأخوانَ عنهــــمْ *** وأصحابَ الفخامة والجلالــــهْ
فما جَبُنُوا بساح الموتِ يومــاً *** ولم يخشوْا على أهلٍ كَلَالَــــهْ
وما طلبوا من الدنيا ثَــــــرَاءً *** وما ارتكبوا أثاماً أو ضَلالَـــهْ
أبي كم كنتَ تُخفي من جراحٍ *** كتبناها لمن حان ارتحالـــــــهْ
كتبناها لمن هبُّوا لحـــــــربٍ *** على الطاغين قدْ عزموا قتالـهْ
وكم أخفى عن العُذَّالِ ســـرَّا *** ليخبرَنَا بها يوماً رِجَالَــــــــــهْ
وأذكرفي ضواحي السلط ليلا *** حديثاً كان يُرْوَي من زَمَالــــهْ
روى للحَاضِرِينَ حديثَ صِدْقٍ *** بُطولاتٍ تَجَلَّتْ عن أصَالَـــــهْ
وحدَّثَ عن جِراحٍ فيهِ ظلَّــتْ *** إذْ الأبطالُ ما نالوا منالَــــــــهْ
أبي طَلَبَ الشَّهادَةَ وهو حَــيٌّ *** وأخفاها طويلا عن عيالَــــــهْ
الدكتور محمد القصاص – الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق