ديوان أكاليل الإلكتروني لسفراء القلم

.............

محمد الدبلي الفاطمي

...............

قُبورٌ في الخَلاء

خريفُ العمر في جسدي انتشرْ ***وكان الشّيبُ أوّلَ ما ظــــهرْ

وبعدهُ جاء بالإنذار سُقــــــــمي***وأخــــبرني الفؤادُ بما صــدرْ

دنا أجلي من الأموات حتْــــماً***وفي وسط القبور أرى المـــقرّ

كذلك في الحياة نعيشُ حتّى***يفاجئنا المـــــــــــــــــهيمن بالقدرْ

فنرحلُ في اللّحود بلا لباسٍ***لنــــــــسكن لا محالة في الحُـــفرْ

////

سنرحل في الحياة من القصور***فنصــــبح بين ساكـــــنة القبور

سينقلنا المنون إلى حياة ***بها الرّحمان أوعد بالحـــــــضــــور

سنحيا بعد موتتنا لنجزى***عن العمل الملـــــــــطّخ بالقصــــور

وما عيش الورى إلاّ ابتلاء***سيظهر واضــــحا عند النّـــــشور

فسبّح باسم ربّك واستعنه***وكن عبر الرّؤى وســـــــــــط الأمور

////

سنرحل تاركين سوى العمل***ومن تبع الصّـــــراط فقد وصــل

ستأخذنا المنون بأمر ربّي***وذلك في الحــــــــــــــــياة له الأجل

فنحمل في النّعوش إلى قبور***بها الدّيــــــجور يسكـــــنه الوجل

قبور في الخلاء بدون نور***ولا نفس يخـــــــــــفّــــــف ما نزل

فسبّح بالــــصّباح وبالمساء***فقد يأتي المــــــنون على عــــــجل

////

رأيت على فراش الموت نفسي***ومن حرّ الوفاة طرحت رأسي

أحملق في الحضور بلا كلام***وأعلم أنّني قد زرت رمـــــــسي

فيا ديّان أنــــــــــت الله ربّي***وأنـت العون في تلطـــــيف بأسي

أسبّح ساجدا لله عــــــــبدا***وهـــــــــــذا للورى قد كان درســي

////

ألا أيقظ عبادك يا إلهـــــي***فإنّ النّاس قد ألفوا المـــــــــــلاهي

غدوا في الأرض كالحيوان عيشا***وغابوا في الفعال عن النّواهي

وما الجهلاء إلاّ سوء نشـــــــئ***تربّى في الحيــــــاة من القاهي

ومنها قد تخـــــــرّج كلّ وغد***تلقّى ما يخـــــــيف عن الدّواهي

ومن زرع الفساد جنى خرابا***وحبّ الله يظــــــــــهر في الجباه

محمد الدبلي الفاطمي