الثلاثاء، 30 يونيو 2020

..................
محمد محجوبي / الجزائر
...............



صندوق بريد
.. .
من كذا دهور وهو يتنكر في زي الأرقام المتشاكسة الهوية يستقبل الرسائل بعناوين أصحابها المرتحلين كما لا يضيق صدره عن تلك الكشوفات البنكية والبريدية التي تتخذ من أصفار الشمال اصفرار فواصلها المتلبسة الضمور ، صندوق بريد مائل الى عفة الرماد الصبور كان يحتفظ بذالك اللون المخضرم التحليق السحيق التكتم في غيابات جب الحكاية الملتوية الحزن ، ربما باغتته أظرفة مطرزة الحواف يلمعها قلب شديد الحمرة الملتهبة كان ذالك من زمان اضمحلت بعده الصباحات وجفلت قوافل العبور ، على مدار جفاف الدوران ظل ذالك الصندوق المختبئ في سؤاله المفتوح يبحث عن خيول الشوق المحال يتوارى في رماده ويبرق النسيان حيلة النازحين من بركان الى بركان ، لم أحتفظ سوى ببعض أرقامه العانسة تتوسدها ذكرى العبور الى مفترق الأوهام .

محمد محجوبي / الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق