الأربعاء، 29 أبريل 2020

.................
ذ.عبدالاله ماهل
............




إنه قانون الغاب
وعلى غير غرة، اطلت علينا تلك القطة، من فتحة باسفل العمارة، بعد طول غياب، يءسنا من خﻻله، معاودة رؤيتها، وهذه المرة رفقة مولودين اثنين، وعﻻمات النشاط والحيوية بادية غلى محياها، تسير الهويني منتصبة القامة، وكان الارض ﻻتسعها، وكلها اهبة على استعداء من عادا صغيريها، او لمست فيه نية العبث بهما٠
لاتبرحهما حتى تعود اليهما، تداعبها بكلتا اطرافها، تسرح شعرهما، وﻻتجد من حرج، في ضمهما الى صدرها لتستلم لمشيءتهما، وكانهما اصبحا، جزءا ﻻيتجزا من كيانها٠<br>
ومع توالي الايام، وظهور عﻻمات النضج، اصبحا اكثر جراة من ذي قبل، وكان الوكر قد ضاق ذرعا بهما، او لربما حليب الام، اصبح ﻻيفي بغرض اشباعهما٠
وذات يوم استفقنا، وقد خﻻ المكان من شوشرة القطيطات وهي تتﻻعب مجتمعة، اللهم من القطيطة ذي اللون الرمادي التي كانت تصغر اختها، والتي اثرت البقاء ولم تجاري البقية في الرحيل، فاصبحت من ساعتها يتيمة وحيدة، ﻻسند تتكيء عليه، تموء طول الوقت، وماتكاد تظهر حتى تختفي، وكان المسكينة تستغيث٠
ولوﻻجود وكرم ام البنات كوثر، بين الفينة والاخرى، لنفقت من فرط الجوع والعطش، مما دفعها الى الاستءناس بنا، دون الاقتراب منا، وكانها الفت الحياة الخلوية٠
ورويدا رويدا، استاثرت بالمكان لوحدها دون سواها، فدادت عليه في وجه الدخﻻء وبكل مااوتيت من قوة، ولم تسلم من بطشها، امها واختها كلما حاوﻻ، مجرد المرور عليه مر الكرام، كلما عاودهما الحنين اليه٠
وفي صبيحة ما، استفقنا على مواء لم نعهده من قبل، فاذا بقط يافع يقتحم خلوتها، ويحاول جاهدا النيل منها٠
حز في نفسه ان يتحرش بها، وهي في هذا السن، فصحت عليه من اعلى الشرفة وباعلى صوت، فلم يجد معه بدا سوى اﻻستسﻻم، فطاطا راسه وولى اﻻدبار٠
وهنا تنفست الصعداء ظنا مني اني فعلت الصواب، اني ارحتها منه، غير انها وبمنتهى الوقاحة، خرجت علي من وكرها واخذت تموء، ذلك المواء الغريب، فاستدار ذلك القط ناحيتها، وبكامل التحدي، رجع من حيث طرد. فرجعت من حيث اتيت، ولم اشا ان احول دون سنة الطبيعة٠
وماهي الا أيام، حتى خرجت علينا بخمس قطيطات، ذي الوان&nbsp; مختلفة، وشانها شأن باقي الأمهات، لازمت صغارها ليل نهار، لاتحيد عنهم، تحرص عليهم اشد الحرص، تنظفهم ترضعهم، تداعبهم إلى ان بلغوا اشدهم، فرحلوا جميعا باستثناء صغيرة فيهم، آثرت البقاء على الرحيل، فاستانست بنا، واستاثرت بالمكان، ودادت عليه بكل ما أوتيت من قوة وصراخ حتى في وجه امها وأخواتها، فاستفردت به لوحدها دون سواها.
إنه قانون الغاب، وللأسف وفي كثير من الاحيان، يتساوى فيه الانسان والحيوان،
وكأن التاريخ يعيد نفسه...
ذ.عبدالاله ماهل
المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق