السبت، 1 فبراير 2020

.................
نزيهة حيوني
...............


همس من غضب
كنت غاضبة جدّا ... فأقبل معتذرا بقبلة على الجبين وأزهار من حقله وهَمْس كثير وقال: لا تغضبي ... قولي ما شئت .... ماذا أقول !!!!؟؟؟ والحروف مُسالمة وأنا اريدها مُعاتبه وهي مُغازلة ومُثيرة .... لم أرفع بصري نحوه ولم أنطق بكلمة ...... كان التعب والإرهاق مسيطران على صوته وثيابه محمّلة بغبار وتراب ورائحة زيتون ولوز. كنت قد اعددت له حمّاما، فسألته: أي عطر تريد؟ .... قال: لا حاجة لي بعطر.... في حضورك ...... كان عليّ أن أُبْقِي على غضبي لأنّ غزل الفلاّح سيحوّل حروفي إلى أشعار.... أضاف وهو يُغرق جسده المنهك في الماء ويُتَمتم " بسم الله الرحمان الرحيم": لماذا أنتِ بعيدة كالقمر شاهقة كالشمس لا يطالُني بصَرُك !!!! ..... استأذنته واتجهت نحو المطبخ لإعداد مائدة الطعام وانا أصارع عنادي وألعنه .... كنت اودّ ان أقول له: كيف تنادي من يسكن فيك !!! ؟؟؟ الا ترى بأن كلماتك تُراقصني وأخطّ بكلّ حرف منها وَشْما على التفاصيل التي تحبّها والتفاصيل التي تحبّك !!!!.... خرجت من غضبي واسرعت نحوه ودنوت منه لأقول له مطلع قصيدة قد ننهي صياغتها معا.... كان قد غفى كطفل ملقى على الفراش، وماتزال حبيبات الماء تتساقط من على جسده في حذر كأنها قطع ماس، فأسدلت الستائر وأغلقت الباب وانصرفت وانا أحسدها .... وانا احمل معي الازهار البرية لأودعها بمزهريّة كان قد أهداني إيّاها في أحد أعيادنا العديدة...... وانا غاضبة من غضبي ....
نزيهة حيوني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق