الخميس، 27 فبراير 2020

.............
عصام عبد المحسن
................

ربما
القصيدة تأتي
إذا سكرت
كي لا
أستطيع ترتيب الكلمات
كما تفعلها يقظتي
فأكتب
كل ما يجول في خاطري
بلا تريث
قد تتشابك الكلمات
ببعضها البعض
بغير نزيف لدمائي
أو تصعد حروف
فوق حروف
دون أن تقتلها
أنا الثامل جدا
غير المتزن
أرى الغرفة تدور
والسقف يهبط
ويصعد
والمصباح
ذا العين الواحدة
يغمز لي
وخلف الباب
شبح قمر
يقبل
وجه الشمس
وقلمي
كحشرة (السرعوف)
ولكنها...
ليست خضراء اللون
بل سوداء
سأسكر
كي تبقى عيوني مفتوحة
طوال الليل
فأشاهد
الأحلام المتسللة
من فراش إبني
وربما أستوقفها
لأعرف
إلى أين تسير
وهل هي بخير؟
أم أن تقلبات المناخ
قد شوهتها؟
فما عادت
واضحة المعالم
وربما
أشاهد
ملك الموت
أثناء عبوره
من أمامي
فأعرف منه
موعد سفري
فأعد
حقيبتي
وأغسل أسناني جيدا
قبل النوم
وأكتب وصيتي
بأن توزع
كل قصائدي في الطرقات
فقد يعجب بها البعض
فأسجل أسماءهم
في دفتر أحوالي
حتى أقدمه
برهان براءتي
إذ ما احتسبوا
شرب الخمر معصية.
غير أن المعصية الكبرى
أن أكتب
ما لا أكتب
وما لا يفهم
أو يقرأ
لا
لا
لن أسكر
فستأتي
كل قصائدي تباعا
تحمل
كل الأحلام البيضاء
لأبني.
......
أشعاري/عصام عبد المحسن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق