الجمعة، 28 فبراير 2020

..................
. حيدر غراس
.............
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏

الحصالة الفارغة
..
أركض:
الريحُ من خلفي تركض،
تركل معي العلب الفارغة،
نغوص معاً بوحل الطريق
وقاذورات المدينة الغارقة..
السماء في الليلة البارحة
لم ترتدي معطفها الشتوي،
رمت مظلتها بوجة الغيم
أستدانت خبزها من افران
جيوب كفي الضارعة..
أركض:
الريح تركض من خلفي
والمدينة تركض من خلفي،
الشوارع تركض من خلفي
مدن الملاهي..
باراتها،
نساؤها المقشعرة جلودها جوعاً
لدفئ الشمس الساطعة..
عمالها النمهكون من أحاديث
الليل، ليمتطوا فجراً
صهوات احلامهم الجامحة..
أركض:
ليت الموت يركض من خلفي
تخلى عن مقدمهِ
راح يحصدُ رقاب الصغار
بمنجل قهر السنابل الخاضعة
يركض خلف جباه الضارعون..
بوطن من بياض الفجر،
يلاحقهم (بدللول الولد يابني)
وبنادق صيد،
وقنابل غاز،
كواتم موت..
موت بأصوات خانقة...
أركض:
غريب امر هذا الركاض،
الفت من خلفي..
بائع اسطوانات الليل
المشروخة يركضي من خلفي،
يُلقم فمي بدخان
اراكيل الغيمة الهاربة..
شرطة المرور يركضون
من خلفي..
يلوحون للعابرين
بأشارات سوداء،
شرطة الاداب يركضون
من خلفي
بهراواتهم يلسعون جلدي
اشعرها كنسمة صيف عابرة..
الصبابا..
البغايا..
الحمير...
السياسيون..
مؤذن الجامع
البغال..
العراف..
البقال..
الدائن..
كلاب المدينة تركض
من خلفي..
تنبحني،
تخربش جلدي
تحلم بعظة ساعرة..
اركض..
اركض...
اركض..
اصل حت باب الدار..
والجمع يركض..
من خلفي..
من بعدي..
من قبلي..
من اربع جهاتي..
الوذ عند الباب..
اطرقةِ
لا مجيب سوى الرنة الخاسرة..
اقفز السياج..
اهشم زجاج النافذة بقلبي..
ابحث عمن مافي الدار..
لاأحد..
لاأحد..
لا أنا...
اختبئ عند حصالة
ابنتي الفارغة...
.
.. حيدر غراس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق