............
محمد علي الشعار
..........
بائعةُ التفاح
دَنتْ تمشي على جَفني
ومدّتْ ظلَّها سعَفاً
وأرْخت حبلَها ودّاً
وخلفَ الريحِ ضاعَ شِراع
وأبدت نظرةً نشوى
ّوصفَّت جوهرَالتفاحِ
في هرَمٍ بساحِ كِفاح
وفي الأعلى
رأت مرآتَها الأحلى
تبسّمَ وجهُها فيها
يُعطِّرُ برقَها اللمّاح
وأبدت لُؤلؤاً نَضِداً
تبرَّجَ باللمى بسلاح
دنوتُ دُنُوَ خيطِ الفجرِ
همساً من سنا الإصباح
تلعثمَ في فمي الإبريقُ
واستنطقتُ فيهِ الراح
مشيتُ بخُطوةٍ خجلى
إلى ضوءٍ بها يرقى
ونصفي في الهوى وهمٌ
ونصفي في الشذا فوّاح
أُفتِّشُ عن قوافيها
ومُفردةٍ
عسى أرتاح
نظرتُ إلي مواكِبِها
تجرُّ رداءَها الواني إلى بعضٍ
وتكسِرُ جانبَ الألواح
وراحت تمسحُ التفاحَ
بالبسَمات
وضمَّت ريقَها شفةً
أضاءَ بثغرِها المِصباح
يُنادي صوتُها العاري :
إلى ساحي إلى ساحي
إليكَ اليومَ تُفاحي
فَرنَّ بمسمعي نغمٌ
من الغافي إلى الصاحي
وكِدتُ عن الأنا أنزاح
وقالت : يا هلا بكمُ
تذَّوقْ شهدَ تُفاحي
قطفتُ الصبحَ بهجتَهُ
من *الشيخِ الذي يروي
بثلجِ الماءِ أقداحي
مسكتُ بحبَّةٍ حمرا
وقلتُ لها : كمِ الرُّمان ؟
فقالت إنهُ تفاح !
فقلتُ لها : كم الخوخُ المُشذّى
في جراحِ أقاح
فقالت : إنهُ تفاح !
كمِ العِنّابُ سيِّدتي ...
جمعتِ بهِ نجومَ الليلِ لامعةً
وهذي سلّةٌ مُلِئتْ
تُشعشعُ في سناها الروح
تجولُ بمِرفقِ السَّواح
فقالت : إنه تفاح !
كم العينُ التي غرقت
بها سفني وشُطآني مع الملاح
فقالت : إنه تفاح
كم القدُّ الذي وقفت
عليه الريحُ مِئذنةً
وحيّتني على نُسكيِ
فقالت : إنه تفاح
كم الطيرُ المسافرُ في
خيالِ هوىً على رمشي
فقالت : إنه تفاح
فقلتُ اليومَ أشريهِ ولكنْ
هل غداً تفاح ؟
فقالت لي : غداً في الغيب
ورزقي في سما الفتّاح
شَرَيْتُ فواكهي بدمي
دفعتُ لها ...
وحينَ هممْتُ أنْ أمشي همَت عيني
ودُرتُ الظهرَ
نادتني :
نسيتَ بقلبيَ المِفتاحْ .
محمد علي الشعار
٣٠-١-٢٠٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق