الأربعاء، 28 سبتمبر 2022

 ..................

حـسن علـي المـرعي

..................




. . . ثَـالِـثَـةُ الأثـافيْ . . .
ماذا يـقـولُ الـشّاعـرُ المِـسكـينُ
مـرَّتْ تُـقـارِبُ خَطـوَهـا وتَـزيـنُ
وتُجـمِّـعُ المكْسورَ وِفْـقَ لواحِظي
قَـهْـراً لها و يُـناوِرُ الـموزونُ
البحرُ في طرطوس يسكنُ عيـنَها
ذو لُجَّـتَـيـنِ مُغـاضِبٌ و حَـنـونُ
وهـناكَ بالأُفـُقِ القـريبِ جَـزيرةٌ
كَـشَـهـيقِ أُنـثى لَـفَّـها مَـجـنونُ
شُـطـآنُها حَـلَـفَـتْ بآخِـرِ قُـبْـلَـةٍ
لِـمُـراهِـقَيْـنِ فُـراقُـهُـمْ مَـضمونُ
أنْ تَـسـتَكِـينَ على زنودِ قصيدتي
هـذا يَـلـيـنُ وذاكَ لـيسَ يَـلـيـنُ
وتَـجمَّعتْ رُسُـلُ الـبـلاغَـةِ كُلُّها
بيـنَ النُّـهـودِ وخـالفَ الـطَّـيُّونُ
فَـعَـبـيرهُ عَـمّـا تَـحَـدَّثَ تَـقْـتَفي
يُـسرى مَـساكِبِ شَعرِها ويَـمينُ
وتراجعـتْ للخَـلْفِ قَـدرَ لِـباسِها
لا يَـسْـتَـكـينُ ولـيسَ ليـسَ يَـديـنُ
وتَمعَّـنَـتْ في شَـيْبَـتي وتَـفكَّـرَتْ
خَمسونُ ؟ يا مَا تَظلِمُ الخَمسونُ !
وتـساءلَـتْ أيكونُ ؟ ثُـمَّ تَـنهَّـدَتْ
وأصـرَّ مَـفْـرَقُ نَـهدِها سيـكونُ
فَـحرارةُ النَّهـدَيـنِ أبـلغُ مَـرفـأً
مِـمّا عـلى بَـحـرِ العُيـونِ سَــفيـنُ
ووقـائـعُ الأيّـامِ تُـثْـبِــتُ أنَّـهـا
قَـلْـبٌ ويـذكُـرُ والحَـديثُ شُـجونُ
لـكِـنَّ قـافَ مَـقـالِها قـد قَـلْـقـلَـتْ
نُـونَ الـوِقايةِ واشـتـكى التَّـنْـوينُ
وعَـرفْتُ مِـمّا قد تَـجمَّرَ في دمي
عَـنْ رحـمةٍ سـينالُـها المسـجونُ
ويُـمَزِّقُ التَّـيّانُ زيـقَ قـميصِها
حـتَّى ومَـدَّ زراعَـهُ الـتَّـيِّـيـنُ
وتـعـانَـقَـتْ رُمّـانَـتـانِ تـوجَّـعـتْ
إحـداهُـمـا مِـنْ صـادِقٍ ويـخـونُ
هـو طـائـري وتعلَّـقـتْ بجنـاحـهِ
ميـسـونُ يـا لَـخُـدودِهـا ميـسـونُ
جُـوريَّـةٌ بِـظلالِ مـا سَـكَـنَ الشَّـذا
والزيـزفـونُ ورَبـوةٌ و مَـعـيـنُ
يا حِنطَةَ الجبلِ التي سَكِرتْ على
قَـطْـرِ السَّـماءِ ونَـقَّـرَ الحَــسُّونُ
قـلْبي كَـثَـغرِكِ جَـمرةٌ و سُلافُهُ
كَـرُضابِـكِ استوصى بهِ تِـشرينُ
يزدادُ بَـرداً كُـلَّما عـَصرَ اللَّـمى
ويـهونُ ثُـمَّ يـهونُ ثُـمَّ يـهونُ
بَـحـريَّـةَ العـيـنَـينِ مِـثْلُـكِ عـاشقٌ
لـكِـنْ بـظَـهْـرِ كُهولَتيْ سِـكِّـيـنُ
وأخـافُ ثـالِـثَـةَ الأثـافـيْ رُبِّـما
رَحَـلَ الرَّبـيعُ ولـم يـزَلْ كـانونُ
لا بحرَ في طَرطوسَ غادرَمَوجَهُ
إلّا وعـادَ علـى جَـناحِ سُـنـونو
سأعودُ مـا جالَتْ سُـلافُكِ في دَمي
وعَـلَيَّ هَـدبـاءُ الـعُيـونِ تَـمـونُ
الشّاعر حـسن علـي المـرعي ٢٦ /١٢ /٢٠١٨م
- الطَّيُّـونُ : نباتٌ دَبِقٌ ذو رائحةٍ زكيَّةٍ
ـ التَّيّانُ : عصفورُ التِّينِ
ـ التَّيِّينُ :نباتٌ عُشبِيٌّ كثيرُ الأزرعِ
- اللَّمى : سُمرةٌ جميلةٌ في الشَّفَةِ السُّفلى
- الأثـافي : جَـمعُ أُثْـفِيَـةٍ وهي حِـجارةُ الموقِـدِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق