.................
سعيدة الزّارعي/تونس
....................
"صَوْتُ لَاجِئٍ"
وَقَفْنَا عَلَى حَافَةِ الْعُمْرِ نَنْظُرُ حَيْثُ تَغْرُبُ الْأَحْلَامُ بَيْنَ طَيَّاتِ الْمَوْجِ. وَلَوْلَا أَنَّنَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ تُشْرِقُ مَعَ الْفَجْرِ، لَمَا شَقَقْنَا عُبَابَ الْبَحْرِ. وَلَمَا حَمَلْنَا حَقَائِبَنَا بِأَيْدِينَا وَخَبَّأْنَا فِيهَا أَمَانِينَا.
كَفَانَا اغْتِرَابًا وَتَرْحِيلاَ، نُرِيدُ فِي أَوْطَانِنَا عَيْشًا كَرِيمَا، وَسِعَةَ صَدْرٍ وَٱمَالَا. وَأَنْ لَا يُقْتَلَ الْإِنْسَانُ فِينَا. وَأَنْ نَحْيَا بَيْنَ أَهْلِينَا.
نُرِيدُ دُورًا يَجْتَمِعُ أَهْلُهَا عَلَى مَائِدَةِ الْحُبِّ أَطْفَالًا وَمُسِنِّينَا، فَيَسْعَدُ الْجَدُّ بِالْأَحْفَادِ، وَتَسْعَدُ الْأُمُّ وَالْجَدَّةُ، وَيَأْتِي الْوَالِدُ فِيهَا حَامِلًا قُفَّةَ الْغَلَّةِ.
نُرِيدُ دُورًا تَزُورُنَا فِيهَا الْخَالَةُ والْعَمّةُ، وَيَأْتِي طِفْلُهَا ضَاحِكًا بِيَدَيْهِ حَامِلًا قِطَّةً، وَفِي أَعْيَادِهَا نَسْعَدُ جَمِيعًا بِنُكْهَةِ اللَّمَّةِ.
فَلَا تَحْرِمُونَا فَرْحَةَ الْعَوْدَةِ لِدُورٍ أَلِفْنَاهَا، تَرَكْنَا قُلُوبَنَا فِيهَا يَوْمَ غَادَرْنَا. وَلَا زِلْنَا نَحْمِلُ مَفَاتِيحَهَا بِأَيْدِينَا كَأَنَّ أَبْوَابَهَا بَابَ الْعُبُورِ إِلَى الْجَنَّةِ.
سعيدة الزّارعي/تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق