.......................
الحسن عباس مسعود
....................
هَــــلَّ الــهــلالُ فـهـلـِّلُـوا
هــــذا ربــيــعُ الأولُ
تــبـدو لــنـا نـفَـحـاتُه
فــوق الـفـضـا تـتـجولُ
هـامتْ بــه وِجدانـنا
وخـيـولُ شـوقٍ تـصْهِلُ
ورأيـتُ شـمسا تـزدهي
مـنها الـدُجى يـتزلزلُ
مـــلأتْ سـمـاءَ حـيـاتِـنا
سُـــرُجٌ لـه لا تـأفـُلُ
كـــان الأسـى مـتـخـفيا
نـحـو الـربـا يـتـسللُ
لــكـنْ تـقـهـقـرَ بــاكـيـا
لــمـا تــوهَّـج مـشـعـلُ
وتـألـقـتْ بـُـشـرى الـصـباحِ ووجـهُـه الـمـتهللُ
قـد جـاءنا فـخرُ الـورى
وهُـو الـنجيبُ الأنـبلُ
حــمـل الــنـبـوةَ زاهـيـا
ولِــواؤهـا يـتـجـملُ
خُـتـِمتْ بـِـه مِـنَحُ الـسماءِ ومـقتضاها الأكـملُ
يــا مــنْ لـِحـبك فـي الـقلوبِ صـبابةٌ لا تـغفلُ
مـنـك الـمـحبةُ أورفـتْ
ولـك الـخوافِقُ أمـيلُ
تـمـضي بـهـا حـقـبُ الـمُـحبِين الـذيـن تـبـتلوا
بـالـكـون راسـخـةُ الـقـواعدِ والـعُـرى لا تـَذْبـلُ
مـنْ ذاقَ فـيـك رحـيـقَها
فـبـِغيرِها لا يـُشْـغَلُ
ومــحــبــة لـــلـــهِ دون مــحــمــدٍ لا تُــقــبــلُ
شـهِد الـملائِكُ والـورى
وكـذا الـكتابُ الـمُنْزلُ
دار الـزمـانُ ومــا وعَىَ
أنَّ الـصـبابةَ أطــولُ
فــي كــلِّ عــامٍ قــام قـومٌ بـالصياحِ وولـولوا
وعـلـتْ مــزاعـمُ جــمـَّةٌ
مـحـمـومةٌ لا تـعـقـلُ
وإذا يـغالي عـاشِقٌ
ضـربوا الـخيامَ وسجَّلوا
ذاك ابــتـداعٌ سافِــرٌ
عـمـلـوا بــمـا لا يُـنـقـلُ
هـيا اهـجروا مــن أحدثوا
وتـمنَّعوا وتـدللوا
بـكتِ الـجـهالةُ أهـلـهـا
وتـزلـزلـت وتـزلـزلـوا
هـيـهـاتَ مِـــنْ فـهـمٍ عـلـيلٍ لـلحقيقة يـجـهلُ
وعـلامَ هـاجتْ فـِريَةٌ
تُضنِي الـعقولَ وتـَعْذِلُ
صــــارت ربــــوعُ الأنــقـيـاءِ مُـبـاحـةً تـتـذلـلُ
والبغْيُ فــوق مُـتونها
بـيـن الرياحِ يجلجلُ
وإذا تُــنـادي نــصـرةً
أهـل الـجدال تـعـلـلوا
ورأيتُ أجنحــــةَ الخنــــوعِ مَهِيضَــةً لا تبذلُ
مــا إنْ تـَحَاسَرَ جَحْفَلٌ
حـتَّى تـقهقرَ جَحْفَلٌ
حـتَّى بـدتْ أرضُ الـنبوةِ فـي أسـىً لا يُـمهِلُ
وأرى لأصـحابِ الـحِجَا
حِـكَما بـها لـم يعجلوا
وتـعفَّفت وتـأفَّفت
مِـن حقدِ مَـن لم يخجلوا
عـرفـوا الحقيقةَ وانزووا
وانـهالَ قـومٌ رُذَّلُ
الـكـونُ مـحـتفلٌ بـكـم
هــل مِـثـلنا لا يـحْـفَلُ
فَـضَّـلت أصـحـابَ الـنـبوةِ بـيـنما بـِك فُـضِّلوا
تهواك يا عسلَ التُقى
أرضٌ شواها الحنْظلُ
أُرسِـلتَ فـي حُـلَلِ الـجمالِ وإنَّ وجهَكَ أجملُ
إنّ الـمـناهلَ يــا حـبـيبي مــن مـعِـينِك تـنـهلُ
ولهـا حـنـيـنٌ هائـِجٌ
مِـــن شـوقِـهـا يـتـسللُ
وإذا تــقـادم فــي الـهـوى
حـاشاه لا يـتـعطلُ
مــن شــاقَ طــهَ عـاقـلٌ
بــين الـعـبادِ يُـفضَّلُ
غــيـثٌ أتـــى لـغُـيـوثِنا
فــوق الـبـرايا يـهـطُلُ
مـــــا جـــــاءَ إلا رحــمــةً
لـلعـالـمين فـهـلـلـوا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق