الأربعاء، 28 سبتمبر 2022

 ..................

بركات الساير

................




بركات الساير العنزي
رسالة تحية لابن عساكر
الحب من طرف واحد
********
تحية حب وتقدير للحافظ والمؤرخ والجغرافي الكبير،والأديب اللامع.أبو القاسم علي بن الحسن.الملقب ابن عساكر..
...بعض الأعمال تقصر الأعمار، والأعمار بيد الله، أنفق ابن عساكر في كتابه تاريخ دمشق عمره، ومل من الكتابة وسئم وأراد أن يترك الكتاب لولا تدخل ملك دمشق عماد الدين الزنكي.
فأكمل كتابه الذي بلغ محتواه ثمانين مجلدا،
بلغت فهارس الكتاب ستة مجلدات.
كتب عن تاريخ دمشق منذ بناء أول حجرة في حران بعد الطوفان،حتى قيام دمشق في عهد الأيوبيين.
أحب ابن عساكر دمشق حبا فريدا من نوعه،ولم تحظ أي مدينة بحب شخص لها كحب ابن عساكر.
كان حبا من طرف واحد..على ماأعتقد وربما يخالفني بعض الأخوة ويقول لي،،دمشق لاتنكر الجميل،وهي وفية لأحبابها،
وكانت وفية مع ابن عساكر،،
بيد أنني سأرد على هذه الفكرة في هذا المقال.
...أعرف أن العشق يكون بين اثنين،رجل وامرأة،يتبادلان الغرام،فهما يتهامسان،ويودان بعضيهما.وقد يكونا صادقين في حبهما،وقد يكونا كاذبين،أو أحدهما صادق والٱخر كاذب،،لاتستطيع أن تكتشف ذلك ،إلا بعد لأي، وربما هما يعرفان نفسيهما ولكنهما يتسليان،الحب غير معروف إلا عند البشر، بيد أن قصص الحب في الروايات والأشعار ،
بينت لنا المفارقات والمفاجٱت. في هذه القصص.
وقد وجدنا أن حبا قد يقع من طرف واحد،،
ويبالغ العاشق في هيامه وعشقه حتى يذوب أو يموت،والطرف الثاني لايعرف بذلك،وربما يتجاهل لغاية في نفسه،أو زيادة في الدلال والتغنج.قال امرؤ القيس
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل
وإن كنت أزمعت صرمي فأجملي
أغرك مني أن حبك قاتلي
وأنك مهما تأمري القلب يفعل
أزمعت..قررت،صرمي..قطيعتي.
ولعل التدلل والتغنج والكذب
أكثر مايقع به الرجال،أمام حيل النساء.
وقديما.... قلما تجد امرأة هي من تبدأ العشق،أو تظهر هيامها وغزلها.و
كان ذلك من نصيب الرجل المسكين،وربما خيبة بعض الرجال في إيجاد حب حقيقي،أو وجود امرأة تحبه ،فيهيم بامرأة من طرف واحد،فنقول عنه أن الرجل أصابه المس والجنون،،
وقد يصبح حبه صرحا من الوهم والخيال،كما قال جميل بثينة،
ودندنت به أم كلثوم.
يَا فؤادي رَحِـم اللهُ الـهوَى
كَانَ صَرحاً من خَيـالٍ فَهَـوى
اسقنِي واشـرَبْ عَلـى أَطلالـهِ واروِ عَنِّي طَالَمـا الدَّمـع رَوَى
كَيفَ ذَاك الحب أَمسَـى خَبـراً وحَديثـاً من أَحَاديـث الجـوَى
...دعك من هذا،لقد أطنبت في الموضوع ولنتكلم عن الأهم،وكما تقول العرب،خذ زبدة الكلام.
أن يعشق رجل مدينة ويحبها حبا لايوصف قلما وجدنا ذلك.
لكننا وجدنا أن ابن عساكر أحب دمشق إلى حد الهيام،وكان حبه من طرف واحد،أحب دمشق وهام به ولم تدر دمشق بحبه،ولم تصغ إليه،أمضى عمره في حب مدينة ملكت كيانه وذاته،ولم تبد معشوقته أي نوع من الوفاء.
لقد استكثرت دمشق عليه عبر تاريخها أن تقدم بطاقة حب ووفاء لابن عساكر..
حظي بإكرام عماد الدين زنكي ملك دمشق،وصلى على.جنازته السلطان صلاح الدين الأيوبي..في مقبرة الباب الصغير في دمشق.
وانتهى الموضوع.
قديما وحديثا،
لايوجد هناك حي باسم ابن عساكر،ولم تسم دمشق شارعا واحدا باسمه،
حتى الجامعات مرافد العلم لاتوجد جامعة باسمه لاقديما ولاحديثا،،وحتى المكتبات لاتذكر هذا الاسم،لم تعلمنا مدارسنا عن العلامة ابن عساكر،ولو سألت طالبا عن ابن عساكر لقال لك هو مطرب، هناك جهل كبير بهذه العبقرية الكبيرة، من يستطيع اليوم أن يكتب ثمانين مجلدا في موضوع ما يكون مفيدا لأمته،،،
نسيت دمشق ابن عساكر،كما نسيت مجدها في عهد الأمويين ،نسيت معاوية ويزيد وهشام ومروان،ومن بنى مجدها،،
رحم الله شوقي عندما مر بالمسجد الأموي،ورٱه حزينا فقال....
مَررتُ بِالمَسجِدِ المَحزونِ أَسألَهُ
هَل في المُصلى أَو المِحرابِ مَروانُ
تَغَيَرَ المَسجِدُ المَحزون وَاخِتَلَفَت
عَلى المَنابِر أَحرارٌ وَعِبدانُ
فَلا الأذانُ أَذانٌ في مَنارَتِهِ
إذِا تعالى وَلا الآذانُ آذانُ
آمَنتُ بِاللَهَ وَاسِتَثنَيتُ جَنَّتَهُ
دمِشقُ روحٌ وَجَنّاتٌ وَرَيحانُ
تحياتي لكم وتحية خاصة إلى العلامة الحافظ والمؤرخ والجغرافي ابن عساكر،ولكل عظيم من أمتنا.
... ...
بركات الساير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق