................
عطر محمد لطفي
...............
سراب
بما أنك تقول سأساعد أخي ولن يعلم أحد لكنك تفعل ذلك وتعلنه للجميع ليرى الكل أنك البطل الذي يقف مع أخيه في قضيته فيمجدونك وأنت حشرة.
أنت لا تساعده بل تتظاهر بذلك فابتعد عنه وأتركه لشأنه يتصرف لوحده أحسن، ساعدته كثيرا حينما اتفقت مع خصمه ومددت يدك لعدو اخيك ليعطيك ما تتمنى واشترى ضميرك بحفنة من الأوراق الخضراء أو أي لون آخر فكلها تشبه بعض والاسم خيانة وفتحت له الباب ليصرعه في عقر داره وأنت تنظر وراض عن نفسك لأنك خسيس، لكن إنتظر سيأتي دورك في يوم من الأيام وتجد يدا تخونك كما خنت.
ماذا تقول؟ لم تفعل أنت، من فعل إذن فالكل يقول نفس قولك ويبعد عنه الشبهات إلى متى تستمرون في تغطية الشمس بأيديكم ولكن نورها يصلنا؟.
كم لك من وجه يا من تسمي نفسك أخاه، هل هو أخوك إبن أمك وأبيك أو أخوك في الملة و الدين أو المعتقد أو ما بين الحدود الكل يشبه بعض والاسم "الاخ"؟
أعطاك الأمان فخنته وادخلت الغريب لبيته، فرح أنك أقوى منه، أتعلم أن من أعطاك تلك القوة والسلاح لتهاجم به أعز الناس لك من ااتمنك وثق بك، أليس نفسه الذي بعت ضميرك له ألم تفكر أنه سيدمرك كما دمره؟
يا غبي ألم تعلم أن من أعطاك وجعل أقوى أدخل الفتنة بينك وبين اخيك لتقتل فيه الطموح والقوة والحرية والعدالة التي كان يحلم بها، لكي تبدأ حكاية الثأر التي لا تنتهي أبدا، وهو ينظر من بعيد فتجده يستحوذ على كل شيء وأنتم في صراعاتكم وقراراتكم تتخبطون، فيأخذ ما طاب له من ثرواتكم ومحاصيلكم وموادكم الخام ليستفيد منها في تطوره وقوته وجبروته.
أراك قد جلست من وقع الصدمة وقد ارتسمت علامات الحيرة على وجهك، ألا تصدقني؛ على كل حال أخرج من قوقعتك إلى العالم الخارجي وتمعن في الصراعات بين الأخوة فلست وحدك من باع أرضه وخان أخوه ليتمتع بلحظات سراب.
بقلم الأديبة
عطر محمد لطفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق