السبت، 30 يناير 2021

 ...............

خالد الجزائر

..................





في بلادي نشم كل يوم رائحة احتراق الفراش
يتغطرس الرخام مقهقها فوق صدور الحباحب
يطوف الشريان مقتفيا أثر دمائه التي ذهبت في طابور أكياس الحليب
ينثر الليل بعض العزيف على ضفاف الموتى
ويكتمل بدر المستذئبين
ويخبز التلمود خبز أمه بخضاب العندليب
في بلادي نترقب كل يوم مفردات صارت خردة في أسواق الكلام
نربي الأمل من أجل الأمل رغم اللاأمل
نكتب لانهايتنا العنجهية في سرمد الإنعدام
يفعلون جميع المحرمات مع صغار الحمام واليمام في الخيام
يصلون يقومون يبتهلون يركعون
يفعلون مايشاؤون بعد العشاء الأخير
ويلمعون بعض آيات النفاق عند الخطيب
في بلادي تتأسف الثعالب على جرأة الأسلوب
وتعتذر الذئاب إلى الطالب والمطلوب
وتغتسل الفئران كل ليلة جمعة من الخطايا والذنوب
ويقسم الكلب يمينا على العدل بين الأرانب
ويؤدى اليمين الدستوري يمينه
ويبكي لأمر العامة رمشة عين كي يطير مع أرواح السماء ويغيب
في بلادي يتآكل جلد البؤساء من كشط الأمراء
ينصهر الفقراء في زيت تمردت على مقلاتها
تتبلور الضحكة الصفراء مشمرة عن يدين حديديتين
وزوبعة تأخذ نفسها حيث ربع خال ينوح على الكثيب
في بلادي يستقيل النبض مجبرا
ويسكن أطلال المداشر القديمه
يجبرونه على إقامة جبريه
وتقبيل اليد الحمراء والركوع لها بعفويه
يدفعون له القسط الأول من ثمن الوفاة وأجرة اللطامة والنحيب
في بلادي أكلت الغربان نعيقها على طريق مزدوج
فالزاوية حادة عند هذا المنعرج
اللقالق مسرورة والغرانق تبتهج
وراء كل حفرة حفرة محنطة خلقت كي تعمر وتشيب
في بلادي مالا عين رأت ولا أذن سمعت من تزوير نقار الخشب
في بلادي قنوات يسيل شلال إعلامها إلى وفرة حمق وقلة أدب
وذر رماد عيون أكمل عامه المليون في غليون شهبندر منتخب
تربط أسراب السنونوات والبجعات والنوارس على هوامش الريح
في إنتظار سقي رعاء النبلاء قطعان أغوالهم المستلقية على نواصي الخلق
في بلادي تؤكل كباد العصافير ويصادر التغريد وينفى الطاووس ويسجن الهدهد الذي جاء لسليمان
وتتعقد خلايانا العصبية في حاويات أدمغتنا وتذهب وراء الشفق الأحمر وتغيب
في بلادي يخرب العش الذي أوشكت بيوضه على الفقس
يصفد الربيع وتغتصب الرياحين
ويحكم على عطر العطارين بالإعدام ويحاكم النسيم على خرق قوانين الحظر
وتربى الخنافس في حظائر الغنم والدجاج لأن العام شحيح ولا كيل عند السلطان
تهجر النحلات من خلاياها إلى حيث ينتهي القمر
وتدشن الدبابير مجموعة أسواقها على تصفيق حسناوات النمل
فالنمل في بلادي ليس كنملة الصرصور التي لم تأكل يوما بثدييها ولم تخضع لإغواء نقالها وتستجيب
في بلادي لم تعد عروربتنا وديننا من ثوابتنا
فقد غير الدببة نصوص الدستور الأخير
وجلس الحابل مع النابل ينتظرون وصول الفرس الجموح
حصان طروادة قد فتح منذ البارحة فأين.هكتور
حصان طروادة أفرغ البارحة ولا حارس قلعة يقعقع سيفه هنا
الظاهر أن الجنود قي بلادي ذابوا في حرير الإناث
والغرابة أن.كل شيئ أصبح نشازا غريب
خالد الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق