الأحد، 31 يناير 2021

 ...............

الهادي خليفة الصويعي/ ليبيا

..............



عرب..أخر زمن
ما أعجب حال الامة العربية التي تربينا ودرسنا أنها أمة واحدة..فنشأنا غرباء نراها اليوم أمم متناحرة متناثرة ..الروابط أكثر من أن تحصى ولكنها روابط من حبال بائدة ما أن تشدها حتى تنقطع.. الأمة التي فرطت في فلسطين وحولتها الى فلس الطين..وباعت الأقصى وقد يتحول بأموالها الى كنيس..وتبدلت الخبيث بالطيب، فقد شاهدنا برج خليفة ليلة رأس السنة، ومحمده يعرف أن لنا عيدين فقط، وسمعنا تصريحات مسئولة الصحة اليهودية وهي تحذر شبابها من الذهاب الى دبي خوفا من الفسق والفجور..وتابعنا قطر وجزيرتها وما فعلته بالعرب، وشاهدنا بأم أعيننا الهرولة نحو التطبيع وكيف صارت دولة اليهود شقيقة وصديقة، ولم ننسى النكبة والنكسة ولا قانا وصبرا وشاتيلا، وتجاهلنا الألاف الذين يقبعون في سجون الأحتلال والذين لم تختشي دولة صهيون فتفرج ولو عن بعضهم ثمنا للتطبيع حفظا لماء وجه المطبعين، وتحدثوا عن المناديب الساميين لكل دولة عربية فهذه لليبيا وذاك لسوريا وأخر لليمن وغيره للساقية ولن ننسى للبنان وفلسطين والحبل على الجرارة..أموال لا تأكلها النار في بنوك الغرب ونحن نعاني الفقر المدقع،وأسلحة تملأ المخازن وشرط خروجها أن توجه لصدورنا،وأمراء وسلاطين وولاة أمور يختشي الشيطان من أفعالهم ونحن كالقطعان اشجعنا من يسمع جاره ثغاءه أو خواره أو مواؤه..أمة انبطحت وتعرت وانهتكت، ومازلنا نصر فوق المنابر أن الاية الكريمة (تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى) قد نزلت في اليهود..الارهاب نحن وضحاياه نحن،والذل نلعقه صباحا ونستافه مساءا،والمرض يفتك بنا ونتداوى بالعلل، والنفاق هواءنا الذي نتنفسه وننشد الجنة، ميتون ونحن ندعي الحياة،ننعت الدنيا بأنهادنيا وهي قمتنا،نقول مالا نفعل،ونفعل مايشين ويهين،نتلقى الصفعات على وجوهنا ونحن نضحك،ونقرأ التاريخ ونقول أنظروا إلينا،فلم يزيدنا ذلك إلا انحطاط وتردي، ونعيش في الرذيلة ونحن نرتدي الفظيلة، فرآنا الآخرون مسخ، ومازلنا نخبط خبط شر الدواب،لأننا لا نرى ولا نسمع ولن نعقل....
الهادي خليفة الصويعي/ ليبيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق