.........................
يشار علي حقويردي
...................
يا بهاء الأَرض محبوب الزَمَنْ
درَّة الكون وأَكليل المُدُنْ
عَجزتْ تُنهيك غايات الشَّغَبْ
قَبرتْ أَرضُك أَحلام المِحَنْ
لا تلُم تجَّارها أَنت العَلَمْ
ما أَتَوا إِلَّا لِيَرجوا اليُمُنْ
ويَنالوا شرفاً مِن شَرَفِ
ابْن الرضا موسى ونُعمان الذَّهِنْ
وهَراءٌ طَمعاً في الثَّرْوَةِ
ما دَراهمْ فيك نفطاً قد دُفِنْ
شَعروا بالنَّقص تجَّاهَكَ هُمْ
سَيِّدٌ أَنت وهمْ صِفر الثَّمَنْ
رَغَبوا أَن يُرفَعوا مَنزِلَةً
قَلت لا مِن غَيظهمْ شادوا الفِتَنْ
مِن بَني العبَّاس أَنتَ ابْن الشَّهِمْ
كيف تَرضى وطءْ أَقدام الدَّرِنْ
لا تُبالي إِن أَضَرُّوك القُزُمْ
مِن أَذى الأَشرار لا ينجوا الفَطِنْ
أَنت باقٍ شامخا مثل البَحَرْ
هائجا رغْما على أَنف السُّفُنْ
أَنت كالأَشواكِ تَنموا في الفَلاْ
رَغم شَحِّ الماء والتُّربِ الخَشِنْ
قَدْرَ ما كَرَّ عليك الخُبَثَا
دُمت حيَّا صامداً لا تَنْدَفِنْ
إِنَّما تَرجع روضاً بعد كلِّ
ابْتلاءٍ مثل أَوراق الغُصُنْ
تَتساقطْ في الخريفِ المُكْتَئِبْ
خَضِراً تَرجع في فصلِ المُزُنْ
أَنت ما هَزَّك أَهْوال الدَهَرْ
ثابتٌ كالطّود في أَرض الوَطَنْ
مزَّقوا كتْبك أَوغاد التَّتَرْ
ذَرَفت أَحرفُها دمع الحُزُنْ
لَوَّنتْ دجْلتَنا أَحبارُها
وغَدتْ تَرسم في الماءِ الشَّجَنْ
دَمَّروا العمران في كلِّ حَدَبْ
والمَراعي وكذا دور السَّكَنْ
مَزجوا الدَّمَّ مع الماءِ العَذِبْ
مع ذا مَزَّقت أَثوابَ الكَفَنْ
بدلا عن كلِّ حرفٍ وسَطِرْ
صاغ أَحرارُك أَلفا كالجُّوَنْ
وبَنوا أَبهى المباني شَمَماً
بدلا عن كلِّ مبنى وحِصِنْ
مِنك رامتْ تَنهش المجدَ الدُّوَلْ
فَشلوا فشْلا ذَريعاً ثُمَّ أَنْ
قَبَّلوا بغداد أَيديك النُّجُبْ
وتَوارَوا كالحرامي المُمْتَهَنْ
أَبداً تَبقى مَناراً يَرتَقي
نُورَهُ مَن يَقْتفي أَعلى القُنَنْ
أَنت في الأَرضِ كما قُطب الرَّحَى
قَلبه النَّابض والعقل الرَّزِنْ
كُلُّ نخل فيك سيف وقَلَمْ
أَنت للدُّنيا أَمانٌ وأَمِنْ
مَوطِن العدل ونبراس الهُدى
أَسد النُّبل العظيم المَتَّزِنْ
ونَعيمٌ فيكَ كالسَّيل العَرِمْ
وهَواءاً ومِياهاً تُؤْتَمَنْ
إِنَّما أَنَّك فردوس الثَّرى
فَخرنا دون تَباهٍ ودِمَنْ
يا نَدى الله على أَنقى البَشَرْ
لا تَهِنْ دُمْ أَبداً عالي الشَأِنْ
يشار علي حقويردي
العراق كركوك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق