الأربعاء، 24 يونيو 2020

............
د. سلوى بنموسى
...........





ليلة الفرج
يأتي الليل ويسدل الستار ؛ عن يوم انقضى وانجلى بخيره وبشره .
تنام العيون ؛ وترتاح الأرواح ؛ وتستكين النفوس لخالقها .
ويهدأ البركان وتتب أريحية في النفوس والألبان .
تنعم المخلوقات بنوم يسوده هناء وصفاء بعد تعب وكد وتتقرب إلى الدرر وإلى نقاء الفطرة التي ولدنا عليها .
نسعد به ونغني للكمال ونتوه في ملكوت الله تعالى
- سبحانك ربي عما يصفون -
وتتحرك عجلة الزمان والمكان ؛ في دورة صيرورية عجيبة ينبثق معها ؛ فجر وضحى يوم جديد .
نتبسم بقدوم محياه ؛ وتسعد روحنا الطواقة إلى التغيير والتغير وإلى تفتح العقول والأزهار
نرى ونتبصر في جماليات الكون .كل شيئ جعل له القدير منهجا وترياقا ومنحى وفحوى !!!؟
وجعله بقدر وبنوع سيان !!!!
قد نفرح أو نحزن !!؟
لا يهم البتة . لأنه يوم لنا ويوم علينا .
ودوام الحال من المحال .
فها أنت ترى عزيزي القارئ عظمة الخالق ؛ الله ربي ورب العالمين أجمعين .كيف سطر لنا حياتنا ومنهجنا ؛ وكيف فرق علينا رزقنا وصحتنا ؛ بسمتنا وظجرنا ؛ سعادتنا وشقائنا .
فلم الحزن يا ترى !؟؟؟
وخيوط الليل الأخيرة تنبثق ورائها مرحلة جديدة عمرية حثمية ومرجعية وتكوينية ومعاشة ؟؟؟
لذا وجب دوما التفائل بغد أجمل وأروع .
وأن نعانق الطوباوية والمتالية ؛ لكي نسعد في منحى حياتنا ونتقدم في كل المجالات تقريبا .
وأن لا نبقى مكتوفي الأيدي ؛ بل وجب الحركة
"في الحركة بركة " وأن نجتهذ ونكد في مساعي حياتنا
من أجل لقمة صائغة هنية ومباركة من يد كريمة وقوة عظيمة ؟! ألا وهي رأفة رب الكون الرحيم بعباده المخلصين الدين إذا جاءتهم مصيبة ما ؛ تجلدوا وصبروا على الابتلاء وعلى كل الشرور .
وحتما سيخرجون من نفقهم المظلم ؟! لأنها مرحلة ستعدي وستندثر . أجل إنه اختبار لنا !؟؟؟
لكي نرى فعلا جوهرنا ونلمس آدميتنا وإنسانيتنا ومدى درجة احتواء آلامنا ومصائبنا .
أقر يا أنا أنه لا راد لقضاء الله تعالى ؛ فوجب علينا إذا الصبر والتبصر ؛ والايمان المطلق ؛ والعمل الدؤوب والتفائل ؛ وذلك
من أجل إسعاد الروح ؛ والتقرب من تحقيق الأمنيات العظام .
نسأل الله لنا ولكم صبرا جميلا
ما ضاق أمر إلا وأفرجه المولى القدير
ونعم بالله العلي العظيم
يا ليل أتيت تحمل همسا
تدخل فرحا
تريح العقول والألبان والأجسام والأجساد
تبتسم الدرر جنباتنا وتطيب وتسعد
تعطينا السلم والسلام والأمان والسؤدد
وتهنئنا بالراحة بعد عمل يوم طويل ؛ متعب وشاق .
تدنو منا ونرتاح في رحابك
شكرا لك يا ليل
ليل العاشقين والكتاب والمفكرين
ليل الغناء والبسمة والأمل
ليل الهدوء الداخلي وجبر الخواطر ؛ وتقييم الذات والمعتقدات ؛ والسبل والمناهج ؛ والغايات والتطلعات
سبحانك يا جليل
كل شيئ جعلت له حسبانا وتقديرا
الحمد لله والشكر لله على
كل حال .

د. سلوى بنموسى
المملكة المغربية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق