ديوان أكاليل الإلكتروني لسفراء القلم

................

ياسر الشراونة

...........

.. الهلال الخصيب ....

كَفْكَف دُمُوعِك يَا بَرَدَى

وَخَرِيرُ الْمَاءِ يُخْفِيهَا

أُلْقِي التَّحِيَّةُ عَلَى دِمَشْقَ

وَكُلّ الْحَوَارِيّ فِيهَا

وَلَا تَنْسَى الفورات وَدِجْلَة

فِي الْعِرَاقِ حَيِّهَا

هَذَا الْهِلَال الْخَصِيب يحويها

أَقَد الحضارات فِيهَا

بَابِل وتدمر الْقُدْس بأسوارها

تَرْوِي حَاضرُ ماضيها

والبتراء فِي شُمُوخ خَزَنَتُهَا

والكرك قَلْعُه تضاهيها

دِجْلَة والفورات يَرْوِيهَا

كُلُّ الذِّكْرَيَاتِ فِيهَا

هِي الْفَخْرُ فِي امجادها

بِالْمَجْد اللَّه حابيها

إنْ رَأَيْت تَمَايُلٌ أَغْصَانِهَا

فَهِيَ لِلَّهِ تحنيها

لَا خُضُوعا لِمَنْ كَانَ غازيها

الفلوجة تَرْوِي ماضيها

فِلَسْطِين كَانَ لَهَا فِيهَا

مَآثِر الْكُلّ يَرْوِيهَا

بِاسْم الثَّغْر يَا عراقنا

رَغِم الْجَرَّاح الَّتِي تدمينا

بدونك الشَّام يَتِيمَة

وَالْكُلّ يَبِيعُ وَيَشْتَرِي فِيهَا

مُذ غَابَت شَمْسِك

تَفَرَّد اللَّيْل وَالْعَنْقَاء فِيهَا

وَأَنْتَ يَا عِرَاق عشقتها

بسهولها وفيافيها

كُلٍّ مِنْ وَطأ الثَّرَى فِيهَا

وَجَد الْحُزْن يُضْنِيها

لَوْ كَانَ لِي أُمْنِيَةٌ

لَكَانَت سَبْعَةَ أَيَّامٍ بِلَيَالِيِهَا

تعــود دِيَار الْعِزّ وَأَهْلُهَا

قَنَادِيل تضئ لَيَالِيهَا

مِنْ يَوْمِ مُوَلّدِي

إلَى يَوْمِ الرَّحِيل أرثيها

قِصَّتِي لِلنَّاس أَرْوِيهَا

هِيَ الْقُدْسُ وَبَغْدَاد ثَانِيهَا

فِي الْقَلْبِ مَسْكَنِهَا

نَابِض طَالَمَا الشَّرَّيْن يَرْوِيهَا

أَنَا المقلاع تَحَمَّلَهَا

وسجيل عَلَى الْأَعْدَاءِ تُلْقِيَهَا

كُلَّمَا صَمَتَت مدافعنا

نَطَق الصَّمْت يُبَدِّد لَيَالِيهَا

الْجَمْر تَحْت الرَّمَاد

يَتَّقِد أَنْ هَبْ رِيح يوقدها

بقلم المهندس / ياسر الشراونة

ابو فادي - الرياض

٢٤ / ٠٦ / ٢٠٢٠