الثلاثاء، 23 يونيو 2020

.................
طارق منور
..........
لا يتوفر وصف للصورة.


#حفر الجسد
الحلقة الثانية عشر
مر عام على حادثة الضاوية وصارت اعاقتها أمرا واقعا فقد ألف بيت ساسية ذاك الكرسي المتحرك الأسود و صوت عجلاته المزعج اي نعم حصص التأهيل متواصلة مع قاسي وأدت لنتائج جيدة فحركة الأنامل عادت لكن القيام من الكرسي مع شيء من الخطوات مازال يحدث آلاما فظيعة.. أما عن العمل فلم يعد مشكلا فمن طلبيات بابا الذي تكاثفت خصوصا بعدما تعددت عقوده في حاسي مسعود بالإضافة لما ينتجه للعاصمة غرداية و ولايات اخرى لذا فإن نصيب الضاوية من العمل زاد... ناهيك عن خياطة ازياء الاعراس التي فتحت لها باب رزق كبير
خالتي ساسية رغم ان بنتها راضية و محتسبة لهذا القدر الا ان قلب الأم انفطر و هي ترى بنتها تجر كل يوم.. تسحبها هي واختها للفراش وما فتئت من فرط حزنها تقول لها : لا اعتراض على قضاء الله لكنك يا بنيتي دوما مذ كنت صغيرة تاخذين من الدنيا صفعات... كابوك السرمودي لم يذق حلاوة العيش يوما.. لكنك راضية وهذا ما يحز في نفسي و يدمي قلبي... الضاوية :. هههه. ولم الحزن يا أمي أتريني شاكية باكية في حجرك... دمعت عين خالتي ساسية وهي تقبل بنتها وترد : وهذا ما زاد كمدي... اخاف انك تدسين أساك في دواخلك وانا التي تمنيت أن أراك عروسا بفستان ابيض.... الضاوية : كل حي ونصيبه يا أمي وانا رضيت بقسمتي ونصيبي... ثم أمسكت وجه امها وطبعت قبلة على جبينها وهي تبتسم
اما شوشان فقد توسعت تجارته خصوصا مع الايطاليين وبعد جلسات عمل معهم... افتك منهم توكيل مهم وحصري لمتابعة وصيانة كل ما يخص تجهيزات التبريد في شركتهم المتعاونة مع سوناطراك في مركب ارزيو بوهران فاسس لفرعه هناك وبدأ العمل فصار كثير التنقل بين توقرت و ارزيو
رغم هذا فحاله يتكدر يوما بعد يوم بعد أن مرض الحاج المكي وناداه الفراش... لقد نهش السكر جسمه فصار ممدودا في سريره منذ مدة... : أرى أن وجهك مشرق اليوم يا ابي فكيف حالك؟؟... بعد سعال متقطع نطق الحاج المكي بنبرة ثقيلة تتخللها بحة : الحمد لله يا بني.. أردت فقط اليوم ان اعلمك ان المحامي السيد صالح كان هنا منذ قليل... شوشان لقد هاتفني البارحة وقال انه سيزورك... فيه الخير رجل طيب صالح.. الحاج المكي: كلا يا شوشان انا طلبته ليأتي.... لامضي بعض الأوراق التي أعدها.... شوشان : اي أوراق يا ابي؟؟ سأل شوشان اباه والحيرة تعتريه من هذا التصرف.... الحاج المكي : اح اح اح لقد قسمت كل املاكي بينك وبين اخوانك بما شرع الله و امضيت لك توكيلا لإدارة كل تجارتنا... من اليوم فصاعدا انت قائد السفينة يا بني ... قاطعه شوشان وقد اهتزت فرائسه : ما الذي جرى يا ابتي... وكأنك مغادر هذه الدنيا... لقد بدأت تدخل الفزع لقلبي... لا اريد اي توكيل منك ستشفى بإذن الله وتوالي اشغالك بنفسك... الحاج المكي : اح. اح اح... انا لم أقل لك هذا الكلام لانال عطفك يا ابني.. لقد امضيت التوكيل وصار هذا أمر محتوما
هذه الكلمات كانت مرعبة لشوشان فقد احس ان المنية تفوح ريحها حول ابيه... هو الذي اعتقد ان سكر ابيه ستدحضه أقراص وأدوية ثم يعود لسابق عهده لكن... تيقن بعد هذا الكلام انها القاضية
اما الضاوية فقد استقبلها قاسي صباح الثلاثاء عند باب العيادة حين رآها تستمع لممرضاته وهن يصفن لها ما اردن تصميمه من فساتين لعرس مهم... تمت معه حصة التأهيل.. كانت متعبة مؤلمة بعض الشيء لكن كما قال قاسي : نحن في تطور كبير... بدأت أعصاب الساق الايسر تستجيب وبدأ العضلات تألف ريتم الحركة.. الضاوية : لكن الألم مازال يا قاسي خاصة على مستوى عضلة الساق... قاسي : هههه.. لا تقلقي فهذا طبيعي اين كنا واين عدنا... عزيز الذي يأتي معك كل ثلاثاء لم يعرف الحركة الا بعد ثلاثة أعوام ومازال... فقط الصبر.. ثم الصبر... ثم.. انك معنا.. اسئمت من زيارتنا؟؟ الضاوية : ههههه.. لا والله يا قاسي بالعكس استانست كثيرا بكم خصوصا من الجانب النفسي... ثم همت الضاوية بجر كرسيها للمغادرة.. لكن قاسي وقف من كرسيه وقال : قبل أن تغادري يا الضاوية اريد ان اقترح عليك أمرا مهما... أدارت الضاوية كرسيها اليه وردت : أمرا مهما!!! خيرا يا قاسي هل تخصك قندورة للمدام هههه؟؟ قاسي : هههه كلا.. كي تعلمي عدد من الأطباء في توقرت انشاوا جمعية لاعانة المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة... الضاوية : شيء جميل جعلها الله في ميزان حسناتهم... قاسي : لكن هؤلاء الأطباء كلهم غرباء عن توقرت ولا يعرفون أهلها فكلفوني انا كي اختار رجلا او امرأة ليكون مديرا لهذه الجمعية و وقع اختياري عليك ورشحتك... الضاوية : انا!!! لكني لا أصلح لهذه الأمور.. قاسي : لا والله انك الشخص المناسب.. انت بنت توقرت.. تعرفين الناس و تحبينهم ويحبونك... تغوصين في خباياهم نساءا و رجالا... بالإضافة انك مريضة وهذا ما يحثك على تقديم العون للمرضى و تحقيق ذاتك في عمل خيري ومفيد للناس... تسمرت الضاوية وهي تنظر لقاسي وبقيت تقول : انا... هههه... سافشل و اخسرهم كل مالهم... قاسي : لا تتسرعي... فكري في الأمر وفي حصة الأحد اعطني ردك... انا متيقن انك ستوافقين هههه... هيا اخرجي الان من مكتبي ودعيني اعمل يا أيتها السمينة ههههه

طارق منور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق