...............
حشاني زغيدي
...............
تأملات_رمضانية : صناعة دافعية النجاح
إن الأحلام التي ترافقنا، و التي تعيش معنا، ترافقنا منذ نعومة أظافرنا، فنحلم أن نكون أفضل الناس، و أن نكون الأكثر حضورا بين الناس، نحلم أننا نملك مالا يملكه الغير، نحلم أننا الأرقى بين الجميع في كل الأشياء.
و أرى، و يرى كل حالم أن تلك الأحلام غير محرمة، أن نيل تحصيل المرء ذاك الكمال البشري أمر محمود ، بل أن يرسم المرء في خياله سلم أهداف كبيرة يسعى لتحقيقها ، أمنيات مشروعة ، لأن رسم تلك الأحلام شيء إيجابي و هو، لا يتعارض مع الفطرة الإنسانية المودوعة فينا.
لو نظرنا في عالم الحقائق لوجدنا أن الكثير من الأمنيات كانت مجرد خواطر و أحلام، لكن أصحابها أدركوا بلوغها، و نالوا فرحة تحقيقها .
و حين نتأمل موروثنا الحضاري، نقرأ صفحات تاريخها نجد أن الكثير من الأحلام، و التي كانت دربا من الخيال، عاشها أصحابها حقيقة مملومسة.
فما الذي جعل تلك الأحلام من المشاريع و البرامج حقيقة قائمة
قرأت في سير العظماء فوجدت قصة امرأة مسلمة، امرأة كانت تحمل حلما جميلا، كان الحلم يراودها، فسارت به دون تردد و دون خوف، حملت حلمها الجميل ليرافق سيد الإنام،
و لتربى أنس بن مالك رضي الله عنه على يد الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم تربية خاصة و عمره عشر سنين ، تحمله الأم ليأخد العلم الأدب من المعين الصافي ، و يسعد بخدمته ويتربى على يديه، فقالت له: "هذا أنس غلامٌ يخدمك"، فقَبِله، ثم تشر الأم على الرسول صلى الله عليه و سلم، بأن ابنها يجيد الكتابة و القراءة، فكان ذلك الفتى أكثر الصحابة رواية للحديث و كان أكثر نقلا للسنة، يكفي أنه عند موته حزن كثير من المسلمين لوفاته، وقال مؤرق العجلي: لما مات أنس بن مالك: "ذهب اليوم نصف العلم".
و لنا في التاريخ قصص مشابهة لمشاهير حققوا أحلامهم أذكر قصة محمد الفاتح القائد العثماني الفاتح للقسطنطنية ، ينشأ الفتى محبًّا للعلماء، يعشق مجالسهم ، فتعلم منهم بعض الأحاديث النبوية، التي تحفزه على فاتح القسطنطينية، ومن ذلك قول رسول الله r: "لتفتحن القسطنطينية على يد رجل، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش.. ولهذا كان الفاتح يطمح في أن يكون هو المقصود بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
و تكون الأم هي المحفزة على تحقيق حلم ابنها، فتدفعه دفعا نحو هدفه المحدد، و تمضي الأيام و يكبر حلم الشاب الخلوق المتعلق بحلمه الكبير، فيكون هو السلطان الفاتح،
ليت أطفالنا يقرأون قصص هؤلاء المشاهير ، و ليت شبابنا اليوم يقرأ هذه القصص الرائعة المحفزة للهمم . و ليت الأباء أيضا يغرسون مثل هذه الأحلام الجميلة في عقول الأبناء. فيأخذون بأيديهم لطريق الرفعة، إن مثل هذه القصص ، ترسم للأجيال طريق النجاحات المتواصلة ، صنعها عزم فتي و طاقة خلاقة مبدعة.
قد قيل في الأثر ( الحكمة ضالة المؤمن) أن اقتطف لكم كلمات رائعة لرواد التربية في عصرنا
" إن حقائق اليوم هي أحلام الأمس ..........وأحلام اليوم هي حقائق الغـــد "
(( إن كلماتنا ستبقى ميتة أعــراسا من الشموع ... لا حـــراك فيها
حتى إذا انتفضنا وعشنا من أجلها
إنتفضت حية وعاشت بين الأحياء
والأحـــياء لا يتبنون الأموات))
الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله
الأستاذ حشاني زغيدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق