............
سوسن محمد عوني
.............
🏆بقلم المستشارة العامة السلام بتونس
مدربة التنمية الذاتية وحقوقية الدكتورة سوسن محمد عوني 🏆
🌹🌹فمن الصفات الحميدة التي يكتسبها الصائم:🌺1- الصبر:
تجتمع في الصوم أنواع الصبر الثلاثة: وهي الصبر على طاعة الله، وعن معصية الله، وعلى أقداره سبحانه وتعالى. فهو صبرٌ على طاعة الله؛ لأن الإنسان يصبر على هذه الطاعة ويفعلها. وعن معصية الله سبحانه؛ لأنه يتجنب ما يحرم على الصائم. وعلى أقدار الله تعالى؛ لأن الصائم يصيبه ألمٌ بالعطش والجوع والكسل وضعف النفس؛ فلهذا كان الصوم من أعلى أنواع الصبر؛ لأنه جامعٌ بين الأنواع الثلاثة، وقد قال الله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10]. قال ابن رجب الحنبلي: "وأفضل أنواع الصبر: الصيام، .
🌺2- الصدق:
إن أولى ما يعلِّمه الصوم للصائم في باب الصدق هو صدقه مع الله؛ إذ الصيام عملٌ سريٌّ بين العبد وربه، وبإمكان المرء أن يدعي الصيام، ثم يأكل خفيةً فيما بينه وبين نفسه. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به» (أخرجه البخاري: 1904، ومسلم: 1151). فجعل الله سبحانه الصوم له، والمعنى أن الصيام يختصه الله سبحانه وتعالى من بين سائر الأعمال؛ لأنه أعظم العبادات إطلاقًا؛ فإنه سرٌّ بين الإنسان وربه؛ فالإنسان لا يُعلم هل هو صائمٌ أم مفطرٌ؛ إذ نيته باطنة؛ فلذلك كان أعظم إخلاصًا.
🌺3- الكرم والجود والبذل والسخاء:
دلت الأدلة الشرعية على أن الحسنات تُضاعَفُ أضعافًا كثيرةً في الزمان الفاضل، كرمضان وغيره. فحريٌّ بالصائم الذي امتنع عن المباحات من المفطرات، وابتعد عن جميع المحرمات، أن يكون ديدنه الاشتغال بالطاعات، على كثرة أنواعها، وتنوع أصنافها، ويتحلى بخلق الكرم والبذل والعطاء، ومن ذلك تفطير الصائمين
🌺4- العفة:
قال الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]. فبين سبحانه أنه كتب علينا الصيام لنتقيه؛ فالصيام وسيلةٌ للتقوى، والتقوى هي أن تجعل بينك وبين عذاب الله تعالى وقاية، بفعل أوامره، وتورك نواهيه. إن الصائم يتربى بالصيام على العفاف، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك في قوله: «يا معشر الشباب، من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء» (أخرجه البخاري: 5066، ومسلم: 1400). فأوضح عليه الصلاة والسلام أن الصوم وقايةٌ للصائم، ووسيلةٌ لعفته؛ وذلك لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم؛ والصوم يضيق تلك المجاري؛ ويذكِّر بالله العظيم؛ فيضعف سلطان الشيطان؛ ويقوى سلطان الإيمان.
🌺5- الحلم وكظم الغيظ والعفو والصفح:
ينبغي للصائم إن سابه أحد أو شاتمه أو قاتله أن يقول جهرًا: إني صائم. فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب فإن سابه أحد، أو قاتله فليقل: إني امرؤٌ صائم» (أخرجه البخاري: 1894، ومسلم: 1151، واللفظ له). وفي روايةٍ أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أصبح أحدكم يومًا صائمًا فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤٌ شاتمه أو قاتله فليقل: إني صائم، إني صائم» (أخرجه البخاري: 1894، ومسلم: 1151، واللفظ له).
🌺6- سلامة الصدر:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صوم شهر الصبر، وثلاثة أيامٍ من كل شهر، يذهبن وَحَرَ الصدر» (رواه البزار كما في مجمع الزوائد للهيثمي (3/199)، والمنذري في الترغيب والترهيب (2/134)، وقال هو والهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وحسَّن إسناده ابن حجر في (مختصر البزار: 1/408). ووَحَرَ الصدر: أي غشه، أو حقده، أو غيظه، أو نفاقه، بحيث لا يبقى فيه رين، أو العداوة، أو أشد الغضب.
🌺7- العزم وقوة الإرادة:
إن الصوم يربي في الصائم قوة الإرادة النابعة من إيمانه بالله تعالى، وإرادة امتثال أمره بالصوم؛ ابتغاء مرضاة الله؛ وطمعًا في نيل ثوابه الأخروي. فالصيام يدرِّب الصائم على ضبط النفس، والسيطرة عليها، والإمساك بزمامها حتى تنقاد بإذن الله إلى ما فيه خيرها وسعادتها، فإن النفس أمارةٌ بالسوء إلا ما رحم ربي، فإذا أطلق المرء لنفسه عنانها أوقعته في المهالك، وإذا ملك أمرها وسيطر عليها تمكن من قيادتها إلى أعلى المراتب، وأسنى المطالب بإذن الله، وهذا لا يتحقق إلا لمن صام صومًا شرعيًّا مستشعرًا عبادة ربه بذلك، منتظرًا الثواب منه سبحانه.
🌺8- السكينة:
يُعَدُّ الصوم في حقيقته طريقًا للخلاص من قوى التدمير النفسي، وهو الطريق المضيء نحو الأمن النفسي، والشعور بالسعادة الروحية. ومن الدواعي التي تجعل الصوم باعثًا للسكينة في قلب الصائم، تكفيره للذنوب والخطايا، الذنوب التي تورث قسوة القلب، وقلق الفؤاد، والاضطراب النفسي والجسدي، ففي قصة عمر مع حذيفة رضي الله عنهما في الفتن التي أخبر بها الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: «فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره، تكفِّرها: الصلاة والصوم والصدقة والأمر والنهي» (أخرجه البخاري: 525)، وفي لفظ: «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» (أخرجه البخاري: 7096).
🌺9- ترك الغيبة والكذب والبذاءة والفحش:
إن الصائم الحق يتأثر سلوكه بالصيام في تعامله مع الآخرين، وأما من اتخذ الصيام مجرد عادة، بحيث يصوم إذا صام الناس ويفطر إذا أفطروا، ولم يدخل مدرسة الصيام دخولًا إيمانيًّا، أو هو يفسر الصوم بأنه مجرد إمساكٍ عن المفطرات، فيطلق لسانه وبصره فيما حرم الله، مع أنه يمنع نفسه مما هو مباحٌ له في الأصل من الطعام والشراب والنكاح! فهذا قد ينطبق عليه قوله عليه الصلاة والسلام: «من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» (أخرجه البخاري: 1903).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق