الأربعاء، 29 أبريل 2020

..................
الهادي خليفة الصويعي/ ليبيا
..............




كورونا..وعسى أن تكرهوا شيئا
وكلنا قد شعرنا بكراهية لهذا الفيروس الذي أقض مضاجع الناس في كل البقاع, والذي تضاربت حوله الانباء من منشئه الى تحذيرات التعامل معه وكيفية حماية النفس منه مرورا بطرق انتقاله التي زعم البعض أنها قد تكون مفتعلة.
وقد حصد أرواح مئات الالاف حول العالم, واغلب الضحايا ينتمون لعالم كنا نعتقد أنه متطور, لدرجة أن الاغلبية كانوا يتمنون لو لا سمح الله أصيبوا بمرض أن يذهبوا الى تلك البلاد للعلاج, ونراهم اليوم يفغرون الافواه من هول ما يشاهدون, والحيرة تعلو الوجوه.
ونظر المسلمون بمناظير مختلفة لهذا الوباء, فمنهم من تبع الغرب في نظرته, ومنهم من تجاهل الامر ونراه ساخطا على الاجراءات الاحترازية المتخذة من قبل السلطات, ومنهم من توكل على الله وأخذ بالاسباب.
و نعود للشعور بالكراهية تجاه هذا الفيروس, وهل تنطبق عليه (عسى), فيجعل الله فيه خيرا كثيرا.
وتعالوا لنرى مع بعض.. أمر المؤمن كله خير, إن شكر أو صبر, والفيروس قد أخذ بثأر الكثير من المظلومين الذين أُستِضعفوا في الارض, وأُخرِجوا من ديارهم بغير حق, والله يمهل ولا يهمل.
دول كان يراها البسطاء عظمى, وقارب الضالون أن يتخذوها إله من دون الله, ها نحن نراها اليوم على حقيقتها تخبط خبط عشواء.
حقوق الانسان عصفت بها عواصف الـتأمين ورواتب التقاعد, فتفشى الفيروس في دور العجزة والمسنين, وكان الضحايا من المشردين الذين يعيشون على الهامش ( الهوم لس) هم وقود نار كورونا التي سُعِرت بحجة العدوى من الموتى.
كورونا الذي ظاهره فيه العذاب, لو تمعنا بعقولنا كمسلمين لوجدنا في باطنه رحمة, فالمؤمن مُبتلى, وحتى الشوكة يشاكها له بها حسنة, والميت بالوباء شهيد نحتسبه عند الله.
كورونا الذي قُفٍلت بسببه المساجد وأًلغيت به العمرة, وقد يلحق بها الحج, هي خير لغالبية المسلمين, ونحن نعلم أن الكثيرين منهم لا يرتادون المساجد إلا لماما, أو عند الجمعة خوفا من كلام الناس, لا إستجابة لدعوة الله, فقد يعودون الى الله, وهي فرصة لهم والفرص لاتأتي دائما.
و كورونا الذي أوقف السفر, كان رحمة للكثير من المسلمين والمسلمات, فقد أراحهم وأراحهن من كثير من الذنوب والمعاصي نتيجة السفر من والى.. فالسياحة تفعل فعلها.
وكورونا الذي جمع الناس في البيوت, فظهرت حقائق وتجددت الالفة والمودة, وتطهرت البيوت والابدان من الكثير من النجاسات والادران, وبانت محاسن ومثالب كان يغلفها الضباب.
وكورونا الذي دعم الدعاة الى دين الله, بحيث كانت الاصابات قليلة بين المسلمين, الذين يتطهرون في كل يوم خمس مرات بالضوء, فلم يبقىمن درنهم شيء.
وكورونا الذي أذل الطغاة والجبابرة, وأظهر حقيقتهم البشعة, ونزع الاقنعة عن وجوههم, ولم تغنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا, فوقفوا عاجزين عن التصدي لهذا الوباء, وتحولت البوارج وحاملات الطائرات الى بؤر للوباء , وكما تدين تدان فكما سعوا لنشر الفتن والفساد بين مجتمعات آمنة مطمئنة بحجة نشر الديمقراطية والدفاع عن حقوق الانسان, هانحن نرى أن الديمقراطية وحقوق الانسان المزعومان كانا السبب الرئيسي في تفشي هذا الوباء بين أبناء المجتمعات الغربية نتيجة لعدم التزامهم, مما أضطر حكوماتهم لتوجيه جيوشهم الجرارة لشوارعهم لفرض الحظر.
اللهم لا شماتة, ولكن ما تراه يا أخي المسلم من أثار لهذا الوباء هو نتيجة لما كسبت أيدي الناس, وثق بأنه لن تزر وازرة وزر أخرى.
                       الهادي خليفة الصويعي/ ليبيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق