..................
حسين جبارة
..................
طُقوسُ العجز
-------------
يا طُقوسَ العجزِ ولّي وارحلي
واغرُبي عن محضرٍ في المحفلِ
كلَّ صبحٍ أو مساءٍ صورةٌ
كم أُعيدتْ
زُيِّنتْ بالمُجْملِ
شكلُها، تفعيلُها، ألوانُها
مُرَّةٌ أذواقُها كالحنظلِ
يا طُقوسًا قد خلتْ من جذوةٍ
من معانٍ في مياهِ المنهلِ
بتلاشي الضوءِ تخبو صخرةٌ
بانكِسارِ الفجرِ وهجُ القسطلِ
يا طقوسًا قد فهتْ من ومضةٍ
في جبالِ النارِ دونَ المُرْمِلِ
ربطةُ العنْقِ وأزياءُ الرُؤى
قِبْلةُ الولهانِ عُريُ الجُلجُلِ
شهْوةُ الضلّيلِ خصرٌ ناعمٌ
واحتضانُ الكأسِ نهجُ المُختلي
سلبُ بيتِ المالِ إفتاءً أتى
باجتِهادِ الشافعيْ كالحنبليْ
آفةُ التسويفِ ترجيعُ الصدى
لا خلودٌ بارتداءِ المُخملي
لا احتفالٌ والكراسي غايةٌ
من رحابِ الدارِ حتّى الهِرْملِ
من دُويلاتٍ تعاني فاقةً
لإماراتِ الثراءِ المُذهلِ
عُدْ مكانًا واحْبُ خطوًا عاجزًا
تبغِ غِلًّا في حراكِ الأرجلِ
رايةُ الإبداعِ ميلادُ الندى
واقتدارُ الفعلِ بذلُ الجحفلِ
يا طقوسَ العزِّ تيهي واشمَخي
فَتِّحي أزهارَ أيكِ المجدلِ
في دمائي وانتمائي قُدْرةٌ
قدرةُ الإنسانِ في ما يعتلي
يا طقوسَ العجزِ كوني هبّةً
غرِّدي ثمَّ اصدحي كالبلبلِ
حقِّقي النصرَ المُرجَّى للورى
يَحضُنُ الآمالَ سفحُ الكرملِ
لا تكوني بدلةً أو زينةً
صحوةً أَهْدي لبعثِ الحَرْجلِ
واقبليني يا طقوسي عزّةً
من أغاديرِ الصَّبا للجَندلِ
ارفعي الرأسَ بتقبيلِ الثرى
وبجذعِ النخلِ هُزِّي وارفلي
حسين جبارة 2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق