...................
..................
احدب كوردستان
قصة قصيرة
سابقا في الزمان الماضي القديم في السبعينات و قبلها كان التنقل صعبا" بين القرى الجبلية والشديدة الوعورة في كوردستان العراق ؟
وكان الأهالي يستخدمون الحمير او الاحصنة و البغال للتنقل و نقل الامتعة بين القرى المتناثرة هنا وهناك.؟
والتي تبعد عن بعضها مسافة وجيزة او ساعات من المشي!!
كنا مجموعة من الرجال بحدود عشرون رجلا ؟ وكنت انا في وقتها صبيا لم اكمل (13 سنة )من عمري وكانت القرية التي قصدناها بعيدة جدا ولكن كانت في منتصف الطريق توجد قرية تسمى (سماقيكي)، واغلبنا داهمهم التعب والعطش و الجوع ؟.
توجهنا الى قرية (سماقيكي) وحينما بلغنا تخوم هذه القرية بانت البيوت ،توجه نحونا شخص يتكئ على عصاية ؟.. !!كان( احدبا")قصير القامة .!!
تبادلنا التحية معه وطلب منا مرافقته لداره وانا انظر لهيئته وشكله المميز . وعاهته الظاهرة؟؟
وبعد مسافة قليلة ادخلنا الى داره وفرش لنا بساطا" لغرض الجلوس عليها ،جلست بالقرب مني امرأة (مسنة )وكانت معها( طفلتين )جميلتين و عيناهما زرقاوين كزرقة البحر الصافي !!.
لمحت في فناء الدار فتاة لم يتجاوز عمرها (عشرين )سنة وقلت للمراءة المسنة : (خالتي )لو تتفضلين ان تسعفينا بالماء خبري هذه الفتاة ؟لتجلبه لنا الماء فضحكت هذه السيدة (المسنه )وقالت ولدي هذه تكون زوجة (ابني) وأشارت الى الرجل (الاحدب )وهاتان الطفلتان لهما....؟
استغربت من هذه الزيجة و هذه المعادلة وقلت لنفسي كيف تزوجت هذه (الحورية )من هذا (الأحدب).....؟
(في وقتها كانت خبرتي بالحياة محدودة وقليلة) وقالت بعد دقائق سوف يصلكم كل شيء ؟؟..... وبعد دقائق تم توزيع عدد من أواني اللبن المخلوط بالماء البارد (ماسطاو) !!وفعلا شربنا لحد الارتواء وبعدها تم احضار الطعام بشكل و فير وطعام متنوع ؟؟
وقالت هذه السيدة( المسنة )هذه قريتنا و هذا يكون ابني (الوحيد )صاحب هذه القرية ولدينا قرويين يقومون بالزراعة و رعاية الحيوانات التي تعود لنا ولهم ...؟ وبعد أن اكملنا تناول الغذاء وجلب السماور (وهو أداة لشرب الشاي) لإعداد الشاي .
وتم منح الرجال كمية كبيرة من التبغ (التتن )الجبلي و اوراق لف السجائر.؟
وقام بتوزيع عدد من قطع الصابون (الموصلي )علينا ( صابون ركي) و طلب منا أن نذهب الى بركة الماء في (المزرعة )؟... وكانت (المزرعة )متكاملة و جميله و تحتوي على مختلف انواع الفواكه وقال كلوا منها ما تشاؤون بدون خجل .....؟؟
و حين لاحظت الكرم الذي غمرنا به و نبل أخلاقه رأيته رجلا" نبيلا" استحق منا الاحترام و التبجيل وحينها (اعترفت بقصر نظري وضحالة تفكيري وتقديري للأمور ).؟!!
قلت لنفسي وبعد أن تيقنت من تقييمي له ... أن هذا الرجل الشريف يستحق أكثر هذه الزوجة الجميلة والتي اعتبرتها حورية لجمالها الاخاذ...,!!
ذهبت تلك الايام و أصبحت ذكرى لازلت اعتز بها .. وبمعرفتي لهذا الرجل الشهم ....؟
ولا ز لت أذكر هذه الحادثة لاصدقائي وأسردها مع القصص التي حفظتها على سبيل التسلية والمسامرة وفي احدى الليالي قصصت هذه القصة لصديق !!!... فضحك وقال يكون هذا الرجل (احمد ) والد (سوسن )زوجة ابني وقال سوف أذكره بثنائك عليه وما تذكره بالخير و الرجولة عنه.....؟
وفعلا بعد أسبوع زارني ذلك الشخص الأحدب (احمد) و صديقي الذي تركنا لكي نتحدث بحريتنا !!!.. سعدت بملاقات هذا الرجل الشهم !!... تكررت زياراته لي حيث اقيم أنا في قضاء زاخو و هو يسكن حالياً بمركز محافظة دهوك وفي احدى المرات اشتكى من علاقته مع زوجته وقال بعد وصولنا للمدينة و احتراق القرية بسبب الظروف و الاشتباكات. ما بين الثوار و الجيش ؟؟
تعينت في احدى الدوائر بصفه (حرس )ليلي . ولكن نساء الحي قاموا بتحريض زوجتي علي وهي الآن تسيئ معاملتي ؟؟.... أردف قائلا ... وقال كانت زوجتي طفلة وكان اهلها فقراء معدومين و كانت مصابة بمرض جلدي في فروة رأسها وبعد أن أقام اهلها في قريتي قمت بالاهتمام بها وجلبتها لدهوك عند الاطباء . وفعلا تعافت من مرضها الجلدي بعد مراجعات عديدة؟؟. طلبتها للزواج وافق اهلها وقال: لدي أطفال منهاو لكنها الأن تسيئ معاملتي وكان حزينا لذلك .؟؟؟
تمنيت له أن تعود العلاقة الجميلة بينهما كالسابق !... وتبين لي أن الرجل لا يكون بهيئته بل بضميره وأخلاقه وأفعاله مع الأخرين .؟؟؟
ملاحظة:-
لم اذكر اسم القرية الحقيقي
وكذلك الاسماء الحقيقية تجنبًا للاحراج
مع كل تقديري و احترامي لهم!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق