السبت، 27 نوفمبر 2021

 ...............

د.عبدالله دناور.

...............



..كل ذلك ليس
_______________
هذه آخر رسالة
بخط يدها المواسم
بعد أن غادرتَ البحر وأهله
إلى عمق الصحاري
حين انقطع أملها
وراحت في حال سبيلها
ما زلتَ تحتفظ بها كمخطوط عتيق
يؤرخ لحقبة لا تستعاد
كانت آخر نبضات قلبها لك
آخر نداءاته المفجوعة
بعض الأوراق
تخفق تماماً مثل القلوب
وماذا يبقى منا نحن البشر
إذا صارت كالحجارة أو أشدّ قسوة
ما عرفتك هكذا
إن لم تكن تلك النظرات الحيّية
تلك اللفتات المتلهفة لقدومك
تلك الدموع لرحيلك
تلك البسمات والضحكات البريئة
تلك المشاوير التي
يحفظ خطواتها كورنيش البحر
أسألك.. هل بقي فيه موجة
حبة رمل..صخرة..سمكة..نورس..غيمة
لم تعرف تلك الحكاية
تلك الهدايا البسيطة
على سبيل المثال
ذلك الدفتر الملوّن الأوراق
لتكتب فيه الأشعار
قراءة القصائد في سهرات
الشتاء الطويلة والأمطار تهطل
والبرد يلسع
كان حضورها يدفيء الأشياء
احتفاظها بكراسة أشعارك تحت مخدتها
حين تنام وتحلم بأيام السعادة
كتابة بعضها في دفاترها المدرسيّة
مشاركتها في حلّ الواجبات
رسمات العلوم والخرائط..موضوع الإنشاء
مسائل الرياضيات...ووووو
تلك الهمسات الطفولية
بالله عليك أما تزال تشعر بحنان يديها
وهي تمرّ فوق شعرك
الذي تساقط نصفه الآن
إذ تسرّحه وتخاف أن توجعك
كلّ صباح فتخرج بكامل أناقتك
الأنتظار على أحرّ من الجمر
وقت تعود لتشاركك الغداء
تطعمك بيديها
لقمة لك وأخرى لها بنفس الملعقة
أما تذكر انزعاجها حين تقول لها أكلت
بحق وجيبك الذي لا يستكين
قل لي مالذي كان يشغلك
بماذا كنت تفكّر
فقط كنت تقول مشواري طويل
والمستقبل بعيد
ربما هناك عند النجوم
كل ذلك ليس حبّا
فما الحبّ برأيك إذا يا قلب
وما تريد أكثر من ذلك بعد
_____________________________
د.عبدالله دناور. ٢٧/١١/٢٠٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق