................
عبدالاله ماهل
الدارالبيضاء/المغرب
............
قصة قصيرة
صحفي في محنة
وفجأة، رنت المطرقة؛ فانتصب الكل واقفا. أخذت الهيئة مكانها. نودي عليه؛ فتقدم الهويني إلى قفص الاتهام، فكانت الطامة العظمى؛ خياران أحلامها مر: إما تسخير قلمه لصالحهم، وإما الإيداع بغياهب السجون.
حز في نفسه هذا وذاك...وبدت له الإجابة على السؤال؛ وكأنها حق أريد به باطل. لكن ماذا عساه ان يصنع أمام جلاديه.
وهنا تراءى له الإبن والزوجة والجنين الذي لم يكتمل شهره السابع، واستحضر حكاية أنصار الرسول صلى الله عليه وسلم، لما ذكروا آلهة الكفار بخير؛ خشية السوط والموت المحقق.
إنه قضاءه وقدره، ولايمكن له وبأي حال من الأحوال أن يركبه الغرور، ويرتمي بين أحضان التهلكة لا لشيء إلا ليقال عنه: مسكين، إنه مات بطلا شهيدا، في حين غيره وياليتهم قلة راقد قابع يتعذب في دنياه، ولا يبدي حراكا.
...اختار وبئس ما اختار، اختار الحل الوسط، وكأنه أجابهم عن سؤالهم بسؤال، وعن مطلبهم باقتراح : أن يخرس للأبد...ان يغمض عينيه للأبد...ان يصم أذنيه للأبد...
ولم يدري إلا والكل قد أحاط به، يشد بحرارة على يده؛ وكأنه والأحجام عن الكتابة، مثله في ذلك كمثل ذلك الشخص الذي امتنع عن التصويت؛ مصداقية لهم واعترافا لشرعيتهم.
تأليف: عبدالاله ماهل
الدارالبيضاء/المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق