الجمعة، 30 أكتوبر 2020

 ...............

نظير راجي الحاج

.............




( أقسم لك )
_________________________

جئتها بأشعاري. وكل حرف لها رقرق..
فقالت:_
أعذرني.. أصمت.. أرجوك لا تنطق..
الحب يا صديقي.. هيمان وسرحان..
ثم طوفان وتوهان..
فأخاف أن تعوم في عيوني وأن تغرق..
وبهما، لن تنجو روحك.. بل تُزهق..
فأنت قبطان يعيش بالأخطار على زورق..
إبحث بشعرك عن حورية، لحد الآن لم تُخلق..

قلت:_
لكني أحبك.. ومن غيرك حياتي كلها صعبة!

قالت:_
يا سيد.. ليس عندي الآن للحب هالرغبة..
فَلمَ أعيش في هم وفي غم، وفي ريبة!
وراحت تخاطبني وكأنها في خطبة...
وقالت:_سلام عليك، وعلى السعة والرحبة..

قلت:_
وحق رب الكون والكعبة..
وأنا أتذكر حسن أيامنا العذبة..
حيث عشت ايامي معك، في يمن، وبلا كربة.
وكنت أحيا عشقا..... فيك في قربة..
وأموت فيك شوقا...وأنت في غربة..
والآن تطلبي سيدتي مني بأن ارحل..
ألا تدري بأنك نحرت روحي في مقتل..
وكلامك بكاني، وبكياني قد زلزل..
سيدتي...
هناك إختلاف حرف بين القربة والغربة..
لكن هيهات، فالغربة هي كطعن القلب من حربة..
لكن ما دام كلام العشق معك قد أخفق..
وتوقف بلا ألق... وجف وما أورق..
وقلبك صار بلا خفق.. ولا برق.. وما زقزق..
بعد ان وجدت ان الفراق هو الأسهل..
إذن تعالِ نتفق على حل .. يكون هو الأمثل..
سيدتي...
برغم اني أعيش الآن في مأزق..
ولحظات عمري الآن، هي الأردأ..
فإني أصدع سيدتي للأمر وللأسوأ..

ودعتها... ودمع العين قد سال للرقبة..
وقلت.. كفاية.. سأترك هذه الحقبة..
لأن عقلي بكلام المنطق قد أطرق..
ولأني تذكرت خريف العمر والشيبة..

اووووه.... ماذا أسمع!
إنني أسمع بين ضلوعي صوتا هادرا قعقع..
بم... بم.. بم..
وأخذ يرعد ثائرا يزعق..
أنه القلب.. تمرد، بعدما للعقل قد أطرق..
وبكل حروف قالها العقل قد صدق..
فخاطبني قلبي..

لقد هرم عقلك، وقد هرطق..
بل..إنه بالضلال، قد أخذ ينعق..
فأي منطق هذا.. أيها الجاهل الأخرق!
وعلى رسلك.. عد لرشدك.. أيها التافه المارق..
لماذا أراك بالدمع له آرق.
وتجلد نفسك بسوطك الساحق..
فماذا أقول لك أيها الحاذق!

سأقول لك كلاما لاذعا خارق..
وأقذفك بغيك الماحق..
فهل ستبقى بالعتمة غاطسا غارق؟
وهل إتسع خرقك على الراتق؟
فلا تيأس..
فهل رحت بكل قصائد الحب لها تلحس؟
فاخرس..
فهل ستكون انت وحروفك وخيبتك في خندق؟
وتحجب في خيمتك، حروف الحب لمن يعشق..
لا... لا..
أنت الآن يا مسكين في مأزق..
أهكذا يتصرف من يهوى ومن يعشق!
ينتقل كالعرب من نكسة الى خيبة..
ومن وكسة الى نكبة..
قم..
وارفع راية العشق على بيرق..
واغرزهافوق شهاب الضوء على نيزك..
ضوء ومنارا وفنارا، وقد أبرق.
فلا تكن منهزما أحمق.
فلا تهتم للجلبة..
فانت بطل هذه الحلبة..
اسمع قلبي الآن، عاد يقول. إعشق.. إعشق.

__
نظير راجي الحاج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق