الجمعة، 30 أكتوبر 2020

 ................

مرشد سعيد الأحمد

...............



قصة قصيرة
بقلم : مرشد سعيد الأحمد
---------------- المشيخة الجديدة ---------------------
في وليمة كبيرة أقامها أحد حديثي النعمة بمناسبة زواج ابنه الأوسط ضمت جميع رجال وشيوخ ووجهاء المنطقة
حضر هذه الوليمة مجموعة رجال من قرية تل المكاصيص إضافة إلى معلم القرية أبو قحطان ذو الأصول الديرية
كانت الخيام كثيرة وكبيرة ومنتشرة في ساحة واسعة بطرف القرية وكان هناك شكل من أشكال الفوضى في الاستقبال نظرا للأعداد الضخمة التي حضرت الوليمة فلم يعرف الشيخ من الوجيه من الإنسان البسيط في العشيرة
وقبل تقديم الطعام بحوالي النصف ساعة شاهد الجميع موكب من عدة سيارات حديثة وسيارات (دوبل كبين) يعلوها مسلحين وعند السؤال من البعض قالوا لهم أنه الشيخ خلف . فتم استقباله استقبالا حافلا من الجميع وسط إطلاق العيارات النارية في الهواء تقديرا له
فجلس في صدر المجلس واحتفل به الجميع فهناك رجل يقدم له القهوة والأخرى يضيفه للسيكارة والآخر يقدم الماء البارد وبعد أن هدأت هذه الحفاوة قال أبو قحطان لمن حوله :
ما رأيكم ان اجعل هذا الشيخ يعوٌي مثل عواء الذئب
فرد عليه الحميع احذر ان تفعل ذلك حتى لا يتم اطلاق النار عليك من قبل حراسه ورجاله ومحبيه
فتوجه الى الشيخ خلف وقال له: مرحبا يا شيخ
فرد عليه الشيخ قائلا: اهلا ياابن اخي اهلا
فسأله ابو قحطان قائلا: ياشيخ الحلاوة حلوة
فرد الشيخ خلف بعد أن رفع رأسه الى الاعلى قائلا:
( عااأااووووووو اووووه ه ه شلون مو حلوة )
وبعدها قُدمِت للشيخ صينية ذات اربع حلقات يحملها عدة رجال يعلوها رأس كبش طبخ خصيصا له ومالفت انتباه الحضور هو شراهتة وطريقة اكله.
وفي سهرة جمعت أبو قحطان ورجال القرية في مضافة المختار بعد نهاية الوليمة وجه الجميع سؤال إلى أبو قحطان عن جرأته في توجيه سؤاله للشيخ خلف.
فرد عليهم أبو قحطان قائلا : أنا أعرفه عندما كان آذن في المعهد ( مستخدم ) وكيف كان يسرق السكر والشاي والمازوت المخصص للتدفئة ثم تم نقله تعسفيا بعد أن تحرش بإحدى طالبات المعهد . فرد عليه زوج أخت خلف واسمه علاوي قائلا : خال أولادي خلف صار شيخ بدراهمه وشجاعته وكرمه ومساعدته لأبناء عشيرته.
فرد عليه أبو قحطان بهدوء قائلا : الشيخة لها أهلها يااخ علاوي وسوف أذكر لك حادثة بسيطة عن موضوع الشيخة.
لجأ الملك فيصل أثناء خروجه للصيد في إحدى الصحاري إلى إحدى البيوت نتيجة الغبار في ذلك اليوم
وقام صاحب البيت باستقباله وإكرامه دون أن يسأله من هو وفي الصباح من اليوم التالي وقبل أن يغادر قال لصاحب البيت أنا ملك العراق اطلب ماذا تريد ؟
فقال له يا جلالة الملك أريد أن أكون شيخ
فرد عليه الملك هذا هو الطلب الوحيد الذي لا يستطيع أحد تلبيته لان الشيخة هي إرث وحق فالشيخة تتوارث من الأب إلى الابن بعد وفاته وحق لأبناء العشيرة لاختيار الابن المناسب لها ويتم تلبيسه العباءة حسب الاصول والاعراف المتبعة بين العشائر . فرد عليه علاوي بعصبية قائلا:أنا أعتقد أن الشيوخ والوجهاء اللذين أخذوا الشيخة عن آباؤهم وأجدادهم كحق مشروع الكثير استخدم الكثير منهم موقعه للتمسح بأصحاب الشأن بغية تسيير معاملة أو التباهي أمام الرعية وهذا ما أفقدهم ثقة العشيرة وسماع كلمتهم في الأمور المصيرية التي تهم العشيرة أو البلد أو الوطن. وحسب رأيي لو تحقق عكس ما ذكرت لما وصلنا إلى ما نحن فيه . وأصبح الكثير من رجالنا ونساؤنا يشتغلون في أعمال دخيلة على مجتمعنا الريفي مثل الكناسة و شطف الأدراج وتنظيف البيوت وغيرها تحت ضغط الحاجة
أن الأجيال الجديدة لم تعد تقتنع أو تقبل بما ذكرته أنت وجلالة الملك فهذه الأجيال بحاجة إلى رجل يفهم أفكارها وثقافتها ويحس بأوجاعها وتكون بيده الأداة المناسبة لفرض قرارات تهم البلد والعشيرة من خلال مجلس يضم مجموعة من شباب العشيرة وأصحاب الخبرة والدراية في كل مشاكل المنطقة وان الوطن ووحدته وسيادته خط أحمر.
هؤلاء الأجيال الذي هدد بهم الشهيد عمر المختار المستعمر الإيطالي لبلده ليبيا قبل إعدامه
فما هو رأيكم أتمنى كل واحد منكم يعطيني رأيه
انتهت
بقلم : مرشد سعيد الأحمد
ملاحظة مهمة : القصة ليست موجهة لشخص معين أو عشيرة معينة وإنما تتحدث عن واقع جديد في مجتمعنا الريفي على مستوى الوطن العربي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق