................
محمد أحمد
...............
جوهرة تشرين
أجلس وحيداً في الأرضِ كالأسير بين الهموم سجين...
أنظر الأفق البعيد سبتمبر ليظهر لنا الخريف الحزين...
حائر الفؤاد شتيت الخطى أسعى للسير بالوادٍ المبين...
وبالإسكندرية أعيش بين الأنام غريب ذو فطنة ورصين...
وأدعو الله بالغداة والعشي سائلاً مُجيب النداء المعين...
وراَفِع السماء بغير عمد دائماً فنحن إياه نعبد ونستعين...
أشكُ للبحر العناء من الورى فأسمع منه أهات الأنين...
ليدلني بكل ثقة وإستعلاء،اليم الصديق الكتوم الأمين...
أطلب من العزيز السلوان متمنياً العود الحميد اليقين...
ماذا لأقول لك يا رفيقي فلقد سيطر على قلبي الحنين...
فأحببت ملكة ببلاد الغرب،وآن أوان الخروج من العرين...
ولم أكُ أعرف أنها شاعرة إلا وعشقها سرى في الوتين...
بدأت أسأل الجوار المنشأت عن فاتنتي نجمة العشرين...
أيتها السفن الراحلة تمهلي ليصل لها العشق الثمين...
لا تلومن أبداً رسائلٍ إن غرقت سنرتحل بالفرس البطين...
ونحن نرتقب طوال الليالي حركة الفلك ونجم المُحلفين...
تظهر مُنيرة بردائها الوردي،مسك الليل زهرة النرمين...
تبتسم خجلاً تحمر وجنتها ليفوح شذاها بعطر النرفين...
ومشرقة كشمس الثريا وقت الإمساء وجوهر السترين...
يا شاعر راقودة مهلاً على نفسك ظلمات الحزن الدفين...
والعزة لك أينما حلت خطاك لأنك الأديب الأمير المكين...
إليك هذا العرش بحكمة،فأشهر اللواء والسيف المتين...
وتحت إمرتك أجناد عظام جالوا الثرى إلى حدود الصين...
فلأجل عيونك سأقرأ علوم العجم وأدرس الدائن والمدين...
أتوكل على الله بهذا الطريق من أقسم بالزيتون والتين...
وأبحثن ببلاد العرب من صحراء المغرب لخليج البحرين...
وأراكِ أمامي لأقدم لك العقيق،ونذهب معاً لطور سينين...
فنبقى سويا ًلأخر الزمان ويُخلد عشقنا في جبال تنورين...
يا غزالة الوادي ورد المُنى إخترتكِ أنتِ الحبيب القرين...
ليُشرق الفؤاد بنور الإيمان ولنا اللقاء أيا جوهرة تشرين...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق