................
الحبيب المغاري الإدريسي
................
بسم الله الرحمن الرحيم،والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد الخلق وحبيب الحق سيدنا محمد وعلى آله الطيبين وعلى صحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
كل منا يزعم أنه على نهج النبوة قلبا وقالبا، وكثير منا لا يجتمع في عقله وقلبه ووجدانه حقوق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اعتقادا وسلوكا. والله نسأل أن يوفقنا لهذا السبيل وأن نكون ممن أدى حقوقه علينا على الوجه الأكمل
*الحق الأول الإيمان برسولنا إيمانا جازما لايعتريه ريب قيد حبة خرذل بأنه بحق رسول الله المبعوث رحمة للعالمين مصداقا لقوله عز وجل :"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" (الأنبياء107) وقوله عز وجل
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا " ( النساء 136)
*الحق الثاني من حقوق النبي علينا هو محبته حبا مطلقا لا يعلو عليه أي حب لأي أحد من الأقربين ولو أنفسنا قال الله تعالى
"قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ" الآية 24 من سورة التوبة
وفي الحديث (روى الإمام البخاري رحمه الله عن عبد الله بن هشام رضي الله عنه قال: “كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر ابن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله! لأنتَ أحبُّ إلي من كل شيء إلا نفسي! فقال النبي صلى الله عليه وسلم “لا! والذي نفسي بيده، حتى أكون أحبَّ إليك من نفسك”. فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “الآن يا عمر!").
*الحق الثالث وهو طاعته و توقيره واحترامه في نفسه عليه الصلاة والسلام وفي آله وأزواجه رضوان الله عليهم وفي سنته وسنة صحابته قال الله تعالى في وجوب ذلك في سورة الحجرات :
" بسم الله الرحمن الرحيم يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ۚ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3) إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (4)"
*الحق الرابع وهو ايفاءه حقه بكثرة الصلاة عليه امتثالا لقوله عز وجل
"إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا "( الأحزاب الآية56)
*الحق الخامس من حقوق سيد الخلق علينا الاقتداء به في أقواله وأفعاله وفيما أمر به ونهى عنه مصداقا لقوله عز وجل :
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا "(النساء الآية59) وقوله عز من قائل
"وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۚ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ "(التغابن الآية 12)
فإذا أدينا هذه الحقوق الخمس نكون بإذن الله ممن رضي الله عنهم ورضوا عنه ونالنا حظنا من شفاعة حبيبنا وسيدنا وقدوتنا محمد خاتم النبيئين وإمامهم إلى جنات الخلود
اللهم اجعلنا ممن آمن به وأحبه ووقره واهتدى بهديه وصلى عليه، اللهم صل على محمد في الأولين والآخرين وعلى آله ومن اهتدى بهديه والحمد لله رب العالمين
إمضاء
عبد ربه راجي عفوه ورضاء
الحبيب المغاري الإدريسي
المملكة المغربية

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق